هل هناك إمكانية في النجاة لجنين قد تراكمت المياه في رأسه؟

0 303

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد الاستفسار عن تراكم المياه في رأس الجنين أثناء الحمل، مما سبب عدم التحام الدماغ والرأس كقطعة واحدة.

والآن هي في الشهر الثامن، وقد قالوا لها بأنه كان يجب عليها من البداية ألا تستمر في هذا الحمل، فما السبب في ذلك؟ وما تفسيره؟ وهل هنالك إمكانية لعيش الجنين بعد الولادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن تجمع السائل في رأس الجنين وهو ما يسمى باللغة العربية الطبية (استسقاء رأس الجنين) يعتبر من أكثر التشوهات الخلقية مصادفة، وهذا التشوه قد يكون وحيدا، أي لا توجد تشوهات أخرى ترافقه، ولكن في حوالي 50٪ من الحالات يكون مترافقا مع تشوهات في أجهزة الجسم الأخرى، كتشوه العمود الفقري، أو القلب، أو الكلى، أو الجهاز الهضمي، أو غيرها، كما أنه قد يترافق مع وجود خلل في صبغيات الجنين، مثل: متلازمة دوان، أو (المنغولية)، وذلك في حوالي 11٪ من الحالات.

والأسباب التي تؤدي إلى استسقاء رأس الجنين ما تزال غير معروفة بشكل كامل ودقيق، ولكن الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية مثل: الحصبة الألمانية، داء القطط، أو التكسوبلازموز، الفيروس المضخم للخلايا، وغير ذلك، قد تؤدي إلى حدوث مثل هذا التشوه، ومن الأسباب المعروفة أيضا هي حدوث خلل في صبغيات المضغة -كما سبق وذكرت-.

لذلك عند تشخيص هذه الحالة بالتصوير التلفزيوني، فإن الخطوة التالية يجب أن تكون: سحب عينة من السائل الامنيوسي المحيط بالجنين، وإرسالها إلى المختبر للتأكد من عدم الإصابة بالفيروسات، ولمعرفة الصيغة الصبغية للجنين.

كما يجب عمل تصوير تلفزيوني مفصل لبقية أجهزة الجنين؛ لمعرفة إذا كان يعاني من تشوهات أخرى غير استسقاء الرأس، وبعد التأكد من التشخيص، ومن تفاصيل وشدة الحالة، فإنه يجب المراقبة والانتظار إلى ما بعد اكتمال نمو رئتي الجنين بشكل كامل، ثم يتم توليد السيدة، وبالتالي فإن ما سمعته من أنه كان يجب التصرف مبكرا، أو إجهاض الحمل مبكرا هو كلام غير صحيح، وغير مقبول، والقرار الصحيح هو أن يتم الانتظار إلى أن تنضج رئتي الجنين، ثم يتم توليد السيدة إما ولادة عادية أو قيصرية، حسب ما تستدعي الظروف.

إن نسبة وفاة الجنين في حال لم يكن لدى الجنين، أو المولود تشوهات أخرى مرافقة هي في حدود 37٪، أما في حال كان هنالك تشوهات أخرى مرافقة، فإن الوفاة قد تصل إلى نسبة 67٪، هذا والعلم عند الله عز وجل.

نسأله جل وعلا أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات