كيف أحافظ أنا وزملائي على الصلاة بدون انقطاع؟

0 264

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا شاب تربيت -ولله الحمد- على الصلاة والدين جيدا -ولله الحمد- ولكن أتت فترة لم أكن أصلي بها.

وعندما بدأت الثورة سورية، وعند الخروج في المظاهرات حذرني أهلي أنني يجب أن أصلي، وأرضي الله كي يتقبل مني، وأنه إذا خرجت إلى المظاهرة وقتلت بها يكون من الأحسن أن أكون قد صليت.

ومنذ ذلك الوقت بدأت أحافظ على الصلاة ولا أقطعها, كما يقال المحنه التي تقربك من الله خير
من النعمة التي تنسيك ذكره, فعند اشتداد المعارك والقصف المتواصل أصبحت الصلاة جزءا مني.

ولم أكن أتوقع يوما من الأيام أن أتركها، وبسبب المرض اضطررت إلى السفر إلى تركيا للعلاج, والحمد لله بقيت محافظا على الصلاة، وكنت أستغرب من بعض الأصدقاء الذين لا يصلون، وأقول كيف لا يصلون؟ ولم أكن أفكر أنني سأكون مثلهم، في يوم من الأيام حتى أنني كنت أصلي في الحدائق إذا كنت بعيدا عن المسجد أو المنزل.

ولكن للأسف مرت فترة صعبة, جلست مع بعض الأشخاص الذين لا يصلون, وأنا مريض لم أكن أخرج من المنزل، بدأت أمل من الحياة والوضع الذي أنا فيه, الكل يخرج وأنا جالس لا أستطيع فعل شيء، ولكن -ولله الحمد- كنت راض بما قسم الله, والحمد لله كانت تتردد دائما على لساني.

منذ ذلك الوقت بدأت أقصر في صلواتي لدرجة أنني لم أعد أهتم إذا صليت أو لا.

مررت بهذه الفترة وأنا كل يوم أقول يجب أن أصلي وأعود إلى الله، ولكن لا حياة لمن تنادي، تكلمت مع الأصدقاء الذين كانوا يصلون معي دائما، وقلت لهم يجب أن نعود إلى الله ونعود إلى الصلاة ووافقوا, ولكننا نصلي فرضا ونترك الآخر.

هذا الشيء يزعجني جدا ولا أعلم ما الحل؟ أريد العودة ولكن يوجد شيء يقول لي: "لا، لا تكترث"، أخاف أن أموت وأنا بعيد عن الصلاة -لا قدر الله-.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:
الصلاة هي عماد الدين، وأهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي العبادة التي وردت النصوص في تكفير تاركها، كما قال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر)، وقال: (الفرق بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة)، فيجب على المسلم المحافظة على أدائها ويعمل بكل الوسائل التي تعينه على ذلك، ومنها مصاحبة الأخيار الذين يأمرون بإقامتها ويعينون على أدائها، وترك مصاحبة قاطعي الصلاة، فيوشك المصاحب لهم على قطها؛ لأن المرء يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، ومن هنا وردت النصوص تأمر بالهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام خشية أن ينتكس حال المسلم، وصدق النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وقال: (لا تصاحب إلا مؤمنا)، وفي المثل: (الصاحب ساحب).

فنصيحتنا لك أن تترك مصاحبة قاطعي الصلاة، واصحب الأخيار المصلين، وتب إلى الله توبة نصوحا من قطع الصلاة والتهاون في أدائها، وليكن الموت نصب عينيك في كل حال كما قال عليه الصلاة والسلام: (أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت)، واحذر من وساوس الشيطان وتسويلاته وتسويفاته، فما تجده من كلام في نفسك هي من هذا القبيل، فأكثر من الاستعاذة بالله منه فإنه يريدك أن تكون من حزبه قال تعالى:( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ۚ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تعالى وتوثيق الصلة به وأكثر من الدعاء أن يهدي الله قلبك ويثبتك على الدين وردد هذا الدعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك).

أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يقيم الصلاة ويحافظ على أدائها إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات