السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن أن يحسد الإنسان في دينه؟ كنت في عملي أذهب للصلاة في الجامع؛ لأن مكان العمل لا يصلح للصلاة، ولكن الإدارة كانت تضع شروطاً صعبة، وقالوا لي: أنت تتأخر كثيرًا، ويجب عليك تغيير الجامع الذي تصلي فيه، ووضعوا شروطًا مزعجة، وكأن العمل لا يتوقف.
في إحدى المرات طلبت الإذن من مدير العمل لصلاة العصر، فرفض ورد قائلًا: نحن الآن نعمل، قلت له: الصلاة لن تأخد وقتًا طويلًا، وسأعود لإكمال العمل، فقال: أنا من يقول لك وليس ربنا. أعلم أن الله سيتكفل بحسابه ولكني نفرت منه، وكنت سأعاند وأذهب للصلاة رغمًا عنه، ولكن شيئًا ما منعني، سكت؛ وذلك لأن المشاكل بيننا كثيرة، وبعدها قال لي: اذهب للصلاة، المشكلة أن المشاكل التي تواجهني في العمل كلها بنفس الطريقة.
وفي موقف آخر حينما كنت ذاهبًا للصلاة، سمعت رجلًا في الشارع يقول: هل الإيمان آت معه أو ماذا؟ فعلمت أن الموظفين في العمل يتكلمون عني، وبسبب ذلك سلكت طريقًا مختلفًا للصلاة، مع العلم أن الطريق الأول أقصر بالنسبة لي، ولكني كنت أشعر بالخوف، وأخاف من الصلاة أمامهم، لم أترك الصلاة -الحمد لله-، ولكن الأفكار تراودني وتقول: اجمع الصلوات، ولكني أعود للمنزل في نهاية اليوم، ولا يصح جمع الصلوات من الظهر إلى العشاء، فكيف أتصرف في هذا الموقف؟ وكيف أحافظ على صلاتي؟ شعرت بأني محسود من ذلك الرجل ولكني لم أخبره.
بعد ذلك تركتهم وعملت في مكان جديد، ولكني ما زلت أخشى من الصلاة أمامهم، وإخبارهم بأني ذاهب للجامع، المشكلة أن العمل يطلب منا أن نوضح لهم سبب الغياب أو عدم التواجد بالعمل، وأنا لم أخبرهم لأني خائف من الحسد، ومن خسران صلاتي، في إحدى المرات قلت أمام جمع من الناس: إني أصلي؛ لغرض استشعرت به حكايات كثيرة.
أفيدوني ماذا أفعل للاطمئنان على صلاتي؟ فكرة الصلاة في البيت تحاصرني، فهل أصلي في البيت حتى لا أخسر الصلاة؟ لا أعلم هل هي فكرة من الشيطان! أحس بأني لست فى بلد مسلم، ولست بين المسلمين، لكن ليست كل الوظائف هكذا، عملت في أماكن لم أر بها ذلك، والآن لا أستطيع إخبارهم بأني ذاهب للصلاة، وهم لا يصلون، فما الحل؟