السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة أبلغ من العمر 25 سنة، متزوجة منذ ثلاثة أعوام، وزني 57، وأعاني من تكيس المبايض، وعدم انتظام الدورة الشهرية؛ حيث أنها تتأخر عن موعدها أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وأعاني من تساقط شعري بكثرة، فهل السبب هو تكيس المبايض؟ ولم أحمل حتى اليوم.
قمت بفحص هرمون الحليب، وكانت النسبة 28، وفحص lh والنتيجة 4.2، وفحص fsh والنتيجة 4..، وأجريت الأشعة للصبغة، وأخبرتني الطبيبة بوجود حاجز في الرحم، تناولت الكلوميد مرتين، مع أخذ إبرة تفجيرية في كل مرة ولم تظهر أي نتيجة.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأسباب التي تمنع الحمل كثيرة: ومن بينها التكيس على المبايض، ومشاكل الرحم وعلى رأسها الحاجز الرحمي، وكلما كبر الحاجز كلما زادت المشكلة صعوبة، والدورة الشهرية المنتظمة منظومة مكونة من مثلت متكامل ومتعاون وأضلاعه هي:
1- الضلع الأول هو هرمونات الغدة النخامية، والتي تحفز المبايض وتساعد في نمو البويضات، والتي تتحكم فيها غدة أعلى في المخ، تسمى hypothalamus، بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب.
2- والضلع الثاني من المثلث يتمثل في المبايض والهرمونات الناتجة عن التبويض.
3- والضلع الثالث هو الرحم.
ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وتأخر الحمل أو عدم حدوثه، والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض الناتج من ضعف ونقص الهرمونات المحفزة التي تفرز من الغدة النخامية، أو عن وجود بعض الأمراض الوراثية نتيجة خلل في الكروموسومات.
والحمل في الرحم ذو القرنين يعتمد على حجم الحاجز الرحمي الموجود، وكثيرا ما يكتمل الحمل في وجود ذلك الحاجز الرحمي، وقد تصل نسبة نتائج الحمل الطبيعي في الرحم ذو القرنين إلى درجة مقاربة لنتائج الحمل في الرحم الطبيعي، ولكن من أهم المضاعفات التي قد تنتج عن هذا النوع من الرحم: الإجهاضات المتكررة, الولادة المبكرة، تغير الوضع الطبيعي للجنين عند الولادة كالوضع المقعدي.
وقد ينتج خلل الدورة الشهرية بسبب التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، وهذا يؤدي إلى خلل هرموني، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا ولا تسمح بنزول الدورة الشهرية بشكل منتظم، فتنزل متأخرة أكثر من 34 يوما.
وهرمون FSH مسؤول عن نمو البويضات حتى النضوج، والزيادة المفاجئة لهرمون LH في منتصف الشهر تؤدي إلى تفجير البويضة وخروجها من المبيض، ولكن زيادة سماكة المبيض في حالة التكيس تمنع ذلك، ويختل التوازن الهرموني وتضطرب الدورة، وقد يرتفع هرمون الحليب prolactin، وقد يحدث كسل في وظائف الغدة الدرقية، وهذا الارتفاع وذلك الكسل يؤديان إلى خلل واضطراب في الدورة الشهرية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع استشاري غدد صماء، واستشاري نسائية لعمل الفحوصات اللازمة، وهي: فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي: FSH - LH -- PROLACTIN- TSH-Free T4 -- DHEA--ESTROGEN -TESTOSTERONE، ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف، ولا يمنع كون أنك فتاة لم يسبق لها الزواج من إجراء التحاليل والسونار.
ولإعادة تنظيم الدورة والمساعدة في علاج التكيس يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور أو أكثر، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية وإعادة تناول الشريط التالي، والغرض من تناول تلك الحبوب وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.
والتكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، ويحدث حتى مع الوزن القياسي، وإنقاص الوزن يحتاج إلى حمية، وإلى ممارسة الرياضة بشكل يومي، والمشي نصف ساعة على الأقل يكفي لذلك، مع تناول قرص جلوكوفاج 500 مج، مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء بنفس المدة 6 شهور، وذلك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام فيما بعد.
وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والميرامية وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس لأن لها بعض الخصائص الهرمونية.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.