السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عمري 20 سنة، أعيش في بلاد الغرب، وسؤالي كالتالي: فعلت بعض الأخطاء والذنوب، ولكني الآن -ولله الحمد- رجعت إلى الله ربي، وأصلي وأفعل الخير، وطيب مع الناس، وبدأت في حفظ القرآن الكريم منذ مدة، حفظت حتى الآن 3 أحزاب ولم أقل لأي أحد إلا لوالدتي، ولقد بدأت هي في حفظه، والله إني سعيد جدا بالقرآن الكريم، ولكني أحيانا أشعر أني في حاجة إلى شخص يشجعني، والله إني في حاجة ماسة، ولكني لا أريد أن أخبر به أحدا لكي لا أصاب بالغرور؛ لأني كل ما أريده هو حفظ القرآن والتقرب إلى الله، ولكن في حاجة ماسة إلى شخص يقف بجانبي ويشجعني؛ لأنني أعيش في بلاد الغرب وليس لدي أصدقاء أتفاهم معهم.
فبماذا تنصحون أخاكم في الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adame alaoui حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وأنا سعيد بهذه الرسالة الجميلة، وما فيها من مشاعر حسنة، ونبارك لك ما أنت فيه الخير والصلاح، وهمتك في حفظ القرآن الكريم، والذي يمكن أن نحثك عليه الآتي:
- احمد الله كثيرا على هذا الخير، فكلما شكرت الله زادك من فضله، قال تعالى: { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم } [ابراهيم : 7].
- ونبارك لك حرصك على حفظ القرآن الكريم، وكذلك حرصك أن لا يعلم بذلك أحد، فهذا من توفيق الله لك أن تحفظ القرآن، وأنت مخلص لله تعالى، ولا تنتظر أي ثناء أو مدح من الناس، وبهذا العمل العظيم تنال أجرا عند الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) رواه أبو داود، وقال الألباني صحيح، صحيح أبي داود 1317، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة) رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم .3122.
ومما ننصحك به وحتى تحفظ القرآن حفظا متقنا أن تحفظ على يد شيخ متقن، فتنال أجرا عظيما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران)، وفي رواية: (والذي يقرأ وهو يشتد عليه له أجران) رواه مسلم برقم 798.
- وإذا شرع المسلم بأي عمل وقصد بذلك وجه الله والأجر منه ولم يلتفت إلى مدح الناس وشكرهم، فهذا يقبل عمله، وينال أجرا عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه)، رواه النسائي وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 1856.
فهنيئا لك هذا الخير، ونسأل الله أن يثبتك عليه، وأن يوفقك إلى إتمام حفظ القرآن، وأن يجعلك من خيرة عباده الصالحين.