السؤال
السلام عليكم.
عمري 17 عاما، هل يمكنني الحصول على الأدوية المنشطة لمستقبلات الدوبامين؟ لأني لدي صعوبة في القيام بالأنشطة المختلفة بسبب نقص هذه المادة، ولأنني استعملت بعض الأدوية التي تسبب نقص هذه المادة!
لقد أخذت حقن (هالدول وبريكسال 5 ) لمدة شهر ثم توقفت، لدي نقص الدوبامين ومستقبلات الفا 1 ، فهل يمكنكم وصف أدوية منبهة للدوبامين D2 أو منبهة لمستقبلات الفا a1؟ لأني أعاني من ضعف التركيز بسبب أدوية الفصام وضعف الرغبة الجنسية، وقلة نشاطي البدني وصعوبة إنجاز وإنهاء المهام.
سمعت عن دواء يسمى امنتادين، ومركب بروموكربتين، فهل هناك مركبات تستعمل لتنبيه مستقبلات الدوبامين كافة؟
لدي برشام امنتادين (انفكس) 100MG فكم هي المدة التي يجب استعمالها لهذا البرشام والكمية اليومية؟
علما أني كنت أخذت دواء بريكسال 5 وحقن (هالدول) لمدة شهر، للاعتقاد أني مريض بالفصام، حتى أخبرني الطبيب أني طبيعي، ولا أعاني من أي مرض، وأخبرني أنها جرعة وقائية، ثم توقفت وكرهت ما فعله بي لكني أريد استعادة نشاط الدوبامين في عقلي حتى يتسير لي التفكير وإنجاز المهام بسرعة أكبر، وأنا أرفض أخذ أي مضادات للذهان أو مضادات الاكتئاب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الابن العزيز: عمرك 17 سنة، ولكن -ما شاء الله- متبحر جدا في كيمياء المخ، حيث واضح أنك تعلم خبايا الدوبامين ومستقبلات المخ، وهذا موضوع معقد جدا حتى عند الأطباء وكيفية علاقة الدوبامين بظهور الأعراض النفسية، وكيفية تأثير الأدوية على الدوبامين، هذا موضوع معقد وشائك، وحتى الآن: هل الأدوية تمنع امتصاص الدوبامين، أو هل هي تجعل المستقبلات العصبية أكثر حساسية للدوبامين؟ فكل هذا وارد، ودعك من أنواع المستقبلات المختلفة (a1, D2) وهلم جرا. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى – يا بني الكريم – الـ (امنتادين) نعم هو من الأدوية التي تساعد في منع امتصاص الدوبامين في المخ أو تحسين مراكز الاستقبال العصبي للدوبامين، ولكنه دواء عادة يستعمل لمرضى الشلل الرعاشي، وفي بعض الأحيان يستعمل لبعض الفيروسات، ولكن الدراسات الحديثة قللت من فعالية هذا الدواء لمرضى الشلل الرعاشي، وذكر أنه غير كاف لوحده، ويجب أن يضاف إليه دواء آخر، كما أنه أيضا أحيانا يستعمل كعلاج للآثار الجانبية لمضادات الذهان.
أما الـ (بروموكربتين) فنعم أيضا يعمل على تنشيط الدوبامين، ولكنه طبيا يستعمل لتقليل هرمون البرولاكتين/هرمون الحليب، وهذا الهرمون أيضا إما يكون ناتجا عن مرض للغدة النخامية، أو يكون ناتجا عن آثار جانبية لبعض أدوية مضادات الذهان.
فإذا بالرغم من أن هذين الدواءان يشتركان في خصائص فسيولوجية واحدة لكن توصف لأمراض مختلفة، وهذا يزيد الأمر تعقيدا.
الأمر الآخر – يا ابني – ضعف التركيز أيضا له عدة أسباب، ولا أدري إن كان نقص الدوبامين هو السبب الوحيد، ولكن هناك اضطرابات نفسية مختلفة تؤدي إلى ضعف التركيز، ولذلك يجب أن تذهب إلى طبيب نفسي تثق فيه ثقة كاملة لكي يقوم بإجراء تاريخ فحص شامل لك، يشمل على أخذ تاريخ مرضي مفصل، وفحص للحالة العقلية بالتفصيل، ومن ثم الوصول إلى التشخيص.
لا أتفق معك في وضع خطوط حمراء في مضادات الذهان أو مضادات الاكتئاب، هناك أدوية كثيرة - مضادات ذهان أو اكتئاب – هي مفيدة للإنسان إذا كان يعاني من أسباب تتطلب أخذ هذه المضادات، وأيضا هناك أنواع كثيرة منها آثارها الجانبية قليلة جدا، وهذا يعرفه الأطباء.
ابني العزيز: لا يستطيع إنسان أن يشخص نفسه وأن يعالجها حتى وإن كان طبيبا بارعا، فأعط القوس باريها، وأعطي الخبز لخبازه – كما يقال – فيجب عليك أن تذهب إلى طبيب نفسي لكي يقوم بمعرفة سبب ضعف التركيز عندك، وبالمشاورة معك إن شاء الله يعطيك العلاج المناسب، قد يكون علاجا نفسيا وليس علاجا دوائيا.
وفقك الله – يا ابني – وسدد خطاك.