السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 16 سنة، طالبة في أول ثانوي، منذ حوالي شهر وفي فترة الاختبارات نمت قبل أذان الفجر، وعندما استيقظت شعرت بدقات قلبي سريعة، وضيق في التنفس، وانتابني خوف أنني لو نمت لن أستيقظ، وكانت النتيجة أني طوال فترة الاختبارات لم أكن أنام إلا ساعات قليلة.
وبعدها أصبت بحالة خوف وهلع، وفي الاختبار شعرت ببرودة في أطرافي، وسرعة في دقات قلبي، واستمرت هذه الحالة خمسة أيام، فشعرت أنني سوف أموت، وبعدها لم أستطع المذاكرة.
بعد الاختبارات قرأت قصة إحدى البنات قالت: أن صديقتها كانت تفكر كثيرا بالموت، وتوفت -رحمها الله -في حادث سيارة.
في بداية الوسواس كنت أقول: لماذا نشتري ونفعل كل شيء ونحن سوف نموت؟ وبعدها جاءني وسواس مرض القلب، وكنت أضع يدي على قلبي وأراقب دقاته، وقد اختفت كل هذه الأعراض بعد أسبوع.
بعدها كنت في 7 من رمضان، بعد صلاة الفجر كنت أقرأ القرآن، فشعرت فجأة أن أجلي قريب، ولم أستطع النوم، وقبل يومين بكيت، وأخبرت أمي بما أحس به، فقالت: هذا وسواس.
أفكر في الموت 24 ساعة، وأحس أن أجلي قريب، وأشعر بغثيان، وأصبحت كئيبة وحزينة، لم أعد أحس بطعم الحياة، ولا أرغب في شيء، وخسرت 4 كلغ من وزني، والجميع لاحظ أنني تغيرت.
بعض الأحيان أقول أنها وساوس، وبعض الأوقات أقول إنه إحساس، وفجر اليوم فكرت في الموت وضيق القبر، وشعرت بخوف شديد وغثيان، وقلت أنني لن اصبح، وأتخيل العزاء وأهلي، وأشعر بضيق عند الاستيقاظ من النوم، وفكرت أن أختم في رمضان ختمتين، علما أنني أختم مرة واحدة كل سنة، وقلت هذه علامة على دنو أجلي، فما تشخيص حالتي؟
وعذرا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت بالفعل لديك وسواس قهري، والوسواس دائما يكون في هذه الصورة: أفكار افتراضية تتسلط على الإنسان، كثيرا ما تكون مخيفة، سخيفة، وتؤدي إلى الكثير من القلق والحزن وشيء من الكدر في بعض الأحيان.
كل ما ذكرته – أيتها الفاضلة الكريمة – هو متعلق بالوسواس، ولديك شيء من المخاوف، ومن الناحية التشخيصية نسمي حالتك هذه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، لأن الحالة يمكن أن تكون من الدرجة المتوسطة، ويمكن أن تكون من الدرجة الشديدة، أنت الحمد لله تعالى حالتك من الدرجة البسيطة.
كل الذي أرجوه منك هو أن تتجاهلي أعراضك، هذه ليست صحيحة أبدا، لا تناقشيها، أكبر إشكالية تحدث حين تأتي الناس الوساوس هو انخراط الناس في التفاصيل وفي المقارنات وبناء أشياء على معتقدات خاطئة مثل أن الإنسان يشعر بموته قبل أربعين يوما، هذا كله كلام ليس صحيحا، لا أساس له أبدا في الحقيقة.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: تجاهلي هذه الوساوس، لن يحدث لك أي شيء، مارسي تمارين الاسترخاء التي أوردناها في استشارة إسلام ويب، وهي تحت رقم (2136015) وعليك أن تكثري من الاستغفار، وأن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تحرصي على أذكار الصباح والمساء، وأن تجتهدي في دراستك، واعرفي أن بر والديك باب عظيم من أبواب إصلاح النفس وإزالة الخوف والوسوسة ونزول الطمأنينة على قلبك بإذن الله تعالى.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أنك محتاجة لدواء، والحمد لله توجد أدوية تناسب عمرك، لكن الدواء لا بد أن يوصف بواسطة طبيب، ولا بد أن يكون بعد موافقة والديك، تحدثي إذا مع والديك، وإن وافقوا على الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم يوافقوا يمكن أن تذهبي إلى طبيبة الأسرة في المركز الصحي، وهنالك دواء رائع ورائع جدا يعالج هذا النوع من الوسوسة، الدواء اسمه (فافرين) ويسمى علميا (فلوفكسمين) والجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، وهي خمسون مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
الدواء غير إدماني، لا يؤثر على الدورة الشهرية أبدا، وقطعا يفتت الوساوس ويزيلها تماما، وكذلك الخوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.