أعاني من مرض البواسير مما سبب لي العزلة، ما نصيحتكم؟

0 195

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 20 عاما، أعاني من مرض البواسير منذ 8 أشهر، وذهبت إلى الطبيب وأجريت الفحص السريري، وقال: إنها بداية بواسير داخلية، ووصف لي أقراص DIOSMIN وكريما، لا أتذكر اسمه.

استمريت على الدواء، وبدون فائدة، بل ازدادت حالتي سوءا، وبدأ يخرج مني ريح لا إراديا، سبب ذلك لي حرجا شديدا بيني وبين أهلي وأصدقائي، وانعزلت عنهم لا أخرج ولا أجلس مع أهلي إلا عند الضرورة، ولا أذهب إلى الجامعة، خوفا من الإحراج من الرائحة الكريهة التي تخرج مني، دون أن أشعر، والحكة المستمرة.

أشعر بضيق مستمر، وأن حياتي قد تدمرت، فذهبت إلى طبيب وأخبرته بكل شيء، وطلبت منه أن يجري لي عملية جراحية حتى أتخلص من هذه المشكلة، والإحراج المستمر، بسبب خروج الريح مني لا إراديا، بسبب البواسير الداخلية والحكة، ولكنه رفض، وقال: استمر على الدواء شهرا أو شهرين، أو سنة!

أصبت بحالة اكتئاب شديدة، وتوقفت عن العلاج منذ 5 أشهر، وصرت لا أخرج من المنزل نهائيا، وبدأ أهلي يشكون في أمري، ورسبت في جامعتي بسبب غيابي المستمر لمدة طويلة.

أرجوكم ساعدوني، لقد تدمرت حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة فإنك تعاني من البواسير الداخلية، مع بعض الأعراض الجانبية.

طالما أن طبيبك المعالج يستبعد إجراء الجراحة في الوقت الحالي، بالرغم من المعاناة التي تعاني منها, فيفضل استشارة طبيب جراحة آخر، وأخذ رأيه في حالتك، مع شرح المعاناة التي تسببها لك الأعراض الجانبية للبواسير.

إليك لمحة موجزة عن البواسير:
البواسير هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء، المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج.

تنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية، في أوردة هذه المنطقة، مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك تبدأ بالتمدد والانتفاخ، مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جدا، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض، مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.

الإصابة بحالات فشل الكبد سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ ما يؤدي أيضا إلى البواسير.

في حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن، بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

الأعراض، تشمل أعراض الإصابة بالبواسير، وحكة شرجية أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز.

الشعور بكتلة عند فتحة الشرج، وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير، من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير، بواسير خارجية، وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد، بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيف دم.

البواسير الداخلية، ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادة غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات، درجة أولى تبقى في المستقيم، ودرجة ثانية تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تعود عفويا، ودرجة ثالثة تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب ردا بالأصبع، ودرجة رابعة تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.

علاج البواسير، هي: مغاطس الماء الدافئ، بمعدل 2-3 مغطس يوميا، ومدة المغطس 15-20 دقيقة، وحمية عالية الألياف، لمكافحة الإمساك، وتكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة، السوائل بكثرة، لمكافحة الإمساك، وخاصة عصير الفواكه.

عليك بتنظيم وقت التبرز يوميا، والرياضة الخفيفة، وخصوصا المشي 20 - 30 دقيقة يوميا إن أمكن، والمعالجات الموضعية، وهي متنوعة، من كريمات وتحاميل، وتشمل مراهم تحتوي على مخدر موضعي، مثل الليدوكائين، ومراهم تحتوي على الكورتيزون، ومراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية، مثل الهيلار.

عند فشل المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة، مثل الربط أو الكي، أو باستئصال البواسير.

نرجو من الله لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات