السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع الأكثر من رائع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا سيدة طولي 160 سم، ووزني 50 كلغ، أعاني منذ فترة طويلة من ألم في الرقبة والكتفين ويمتد إلى اليدين، يرافقه صداع، وهذا الألم يظهر بعد حملي لأي شيء، حتى لو كان خفيفا جدا، وعندما يظهر الألم يستمر لأسابيع، ويظهر أيضا عند الجلوس أو الوقوف لفترة تزيد عن الساعتين، والمشكلة أنني لا أستفيد من الأدوية والمراهم، فبمجرد ظهور الألم أبقى أعاني أسبوعين أو ثلاثة بدون فائدة من المسكنات، فقد جربت كريمات موف وفولتارين وراديان، وحبوب سيتامول، ولكن بدون فائدة.
كذلك فإن قوتي الجسدية ضعيفة، وأتعب عند بذل أي مجهود ولو كان بسيطا، فلا أستطيع حمل حقيبة اليد، ولا أخرج من المنزل كثيرا لكي لا يبدأ عندي الألم، فبمجرد بقائي لأكثر من ساعتين بدون أن أستلقي يبدأ الألم.
ومشكلتي الثانية: أنني أعاني من مشكلة انحناء الظهر، رغم أنني صغيرة في العمر، وأشعر دائما بتعب شديد في ظهري، ولا أستطيع شد ظهري إلا بصعوبة، فإن جلست بشكل طبيعي يكون ظهري منحنيا، ولكي يبقى مشدودا يكون ذلك بتكلف وصعوبة، فهل سبب ذلك نقص الكالسيوم وفيتامين دال؟ فأنا لا أتعرض للشمس، ولا أتناول إلا القليل من منتجات الألبان، وهل للنحافة علاقة بذلك؟
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولا: بالنسبة للتحدب، أي انحناء الظهر للأمام، فقد يكون بسبب التعود منذ الصغر على ثني الظهر، وهذا يسمى بالتحدب الوضعي، والآخر يكون عادة بسبب مرض في الفقرات يسبب تحدبا، وانحناء الظهر والرقبة للأمام، ويمكن التفريق بينهما بالاستلقاء على الظهر، فإن اختفى التحدب كان من النوع الأول، أي بسبب الوضعية.
والعلاج هو محاول الجلوس المستقيم قدر الإمكان، وإجراء العلاج الطبيعي ليساعد على تقوية عضلات الظهر، وقد يكون هذا الوضع هو السبب في الأعراض التي تشكين منها، وهي الآلام في اليدين والكتفين والرقبة، لأن هذه الوضعية -أي انحناء الظهر إلى الأمام- يترافق معها انحناء الرقبة للأمام، وبالتالي يحصل هناك نوع من شد عضلات الرقبة والكتفين، بسبب انحناء الرقبة، وبسبب وجود جهد كبير على عضلات الرقبة والكتفين، لحمل الرقبة المائلة للأمام.
ولذا فإنه يجب أولا معرفة سبب الانحناء، وإجراء صورة للفقرات في المنطقة الصدرية والقطنية، ويمكن للصورة التشخيص إن كان الانحناء عاديا بسبب الوضعية، أو بسبب مرض يسمى مرض scheuremann، وهو الذي يسبب التحدب المرضي، وبعد ذلك يتم وضع خطة للعلاج، تتكون من تقوية عضلات الظهر والرقبة، والجلسة الصحيحة التدريجية حتى يعود الوضع إلى الحد الطبيعي، وفي بعض الأحيان قد يلزم رباط داعم للأكتاف للمحافظة عليها بوضع صحيح.
ومن ناحية أخرى، فإن نقص الفيتامين د يمكن أن يؤدي إلى آلام في العضلات والعظام، وهو شائع جدا، خاصة عندما لا يتعرض الناس للشمس بقدر كاف، ولا يتناولون منتجات الحليب، ولذا، فعليك تناول الفيتامين د 50000 IU كل أسبوع، وبشكل مستمر، وبعد 3-4 أشهر إن شعرت بالتحسن، فيمكن جعلها حبة كل أسبوعين، لذلك عليك بمراجعة طبيب مختص بالعظام، لإجراء صورة للظهر، ومعرفة سبب التحدب، وانحناء الظهر، والذي يمكن أن يكون سبب كل الأعراض التي تشكين منها.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.