السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي عمرها 32 عاما، أنجبنا الطفل الأول منذ عام ونصف، حملت مرة ثانية وحدث إجهاض، أخبرنا الطبيب أن السبب ميكروب بسيط ربما يزول ولن يؤثر فيها بعد، حدث حمل ثالث وهو الآن في شهره السادس، لم تشعر زوجتي بأي حركة منذ بداية الحمل، رغم أنها شعرت به في الحمل الأول في بداية الشهر الخامس، انتظرنا حتى بداية الشهر الخامس لتلاحظ أي حركة للجنين، ولم يحدث، في الشهر الخامس ذكر الطبيب: أن بعض السيدات لا يشعرن بحركة الجنين إلا متأخرا خاصة وأن وزن الأم حاليا ما يقارب 99 كيلو، حيث أن وزنها زائدا بالإضافة إلى أنها تزداد في فترة الحمل، وطلب منا الانتظار مدة أسبوعين أو ثلاثة وسنلاحظ إن شاء الله حركة للجنين وهي أنثى.
في بداية الشهر السادس لم نلحظ أي حركة تذكر، قمنا بمراجعة طبيب آخر ذكر أن سبب عدم الحركة هو الوضع المقلوب للجنين، وأنه لم يستطع بسبب وضع الجنين من تحديد نوعه ذكر أم أنثى، بعد الفحص بالسونار ذكر أن نبض الجنين جيد، والمشيمة سليمة ووزنه في حدود المقبول في هذا الوقت تقريبا470جرام.
هل هذا بالفعل عدم حركة أم أن الحركة موجودة وهو مجرد عدم شعور من الأم بها بسبب زيادة وزنها، رغم أنها كانت في نفس الوزن تقريبا في الحمل الأول الذي شعرت فيه بحركة الجنين بطريقة ملحوظة جدا منذ بداية الشهر الخامس، هل نقوم بعمل أشعة رباعية الأبعاد للاطمئنان على أعضاء جسم الجنين؟ أم ماذا؟ وهل هناك طريقة لإعادة وضع الجنين للوضع الطبيعي؟ وما خطورة عدم الحركة وما أسبابها؟ وكيفية تداركها؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي من الطبيعي أن تشعر الأم الحامل بحركة جنينها في بطنها، فتشعر بحركات رجليه ويديه، وتكون سعيدة بهذا الشعور وتشعر بالطمأنينة، وبشكل عام يتحرك الجنين من 2 إلى 3 من المرات بالساعة التي تلي الغداء أو العشاء.
تبدأ حركة الجنين في الغالب في الشهر الخامس، ولكن في بعض الأحيان قد تشعر الحامل بالحركة المبكرة في أواخر الشهر الرابع، أو قد تتأخر الحركة للسادس، وتكون الحركات خفيفة جدا، وتتغير عدد حركات الجنين ونوعيتها مع تقدم الحمل، وعادة ما تكون وقتي الظهيرة والمساء أكثر الفترات التي يتحرك بها الجنين، وينام الجنين لفترات متفاوتة قد تصل إلى 90 دقيقة، ويكون هادئا ﻻ يتحرك.
بعض النساء ﻻ يشعرن بالحركة للشهر السادس، ومن الطبيعي أن تكون حركة الجنين على شكل نبضات في الشهر الخامس ومنتصف السادس.
أهم أسباب ضعف حركة الجنين:
سوء التغذية، ونقص الأوكسجين المتدفق إليه، أما بسبب ضعف عمل المشيمة، أو وجود تكلسات تقلل من تبادل الدم بين الأم والجنين، أو وجود انعقاد بالحبل السري، أو ارتفاع في ضغط الدم للأم، وتناول بعض الأدوية المسكنة أو المهدئة التي تساعد على النوم، والتدخين والكحول.
كما أن زيادة الوزن للأم تأثيرا كبيرا على شعورها بالحركة، فالوزن الزائد يعني أن جدار البطن سميك، ولن تنتقل الحركة خلاله بشكل جيد، كذلك تتأثر حركة الجنين بمستوى نشاط الأم خلال اليوم فإذا كانت نشيطة جدا ﻻ تشعر بحركة الجنين، كذلك اﻻنشغال الجسدي أو النفسي، وإذا كانت المشيمة أمام الجنين أو كون ظهر الجنين يقع في الأمام والجنين ينظر للخلف يخف الشعور بحركة الجنين.
أخي طبعا حجم ووزن الجنين طبيعي ﻻ داع للقلق، وأهم وسيلة لتقييم صحة الجنين هو التصوير التلفزيوني بالسونار بأن الجنين طبيعي، ونبضه طبيعي والسائل الأمنيوسي حوله ضمن الحدود الطبيعية حتى لو كانت الحركة ضعيفة فلا بأس.
الجنين كالإنسان العادي يقضي معظم وقته بالنوم، وقلة الحركة في هذه الفترة ﻻ تدل على التشوه وأساس التقويم هو السونار.
ﻻ بد من تخفيف المجهود على الحامل، وأكل وشرب طعام وشراب به سكر، وشرب كمية كافية من الماء والاستلقاء على الجانب الإيسر، وملاحظة حركة الجنين إن شاء الله.
رزقكم الله أخي الفاضل الذرية الصالحة، وغفر لنا ولكم.