السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة منذ ست سنوات، وأم لطفل عمره سنة، مشكلتي هي أني كسولة ومهملة جدا، أقضي وقتي دائما مع الهاتف، إلا ابني فأنا مهتمة بأكله ولباسه واللعب معه، لكني مهملة في نظافة المنزل وترتيبه، فأنا عندما أقوم في الصباح أرتب منزلي بشكل خفيف، وأحضر الغداء وأغسل الملابس، فلا أنظف الأرضيات والحمامات، وأتماطل في غسل الأواني، ومطبخي دائما في حالة من الفوضى، غرفة نومي قليلا ما أرتبها، لا أنظفها تنظيفا دقيقا، ومنزلي لا يبدو نظيفا، وأنا مللت من تصرفاتي، علما أن زوجي لا يعلق أبدا، مرات قليلة يعلق على المطبخ والثلاجة.
أنا -والحمد لله- قادرة على تحمل مسؤولية البيت، فعائلتي عائلة نظيفة ومرتبة، مرات أحاول أن أجد حلا للمشكلة، وأبحث عن الأسباب، وأجد أعذارا لنفسي، فنحن نسكن في بيت مستأجر قديم ومظلم، لا يعجبني، لكن هذا ليس مبررا، فهناك من يسكن في منزل أسوأ من منزلنا، ولكنه نظيف.
ومرات أقول بسبب الروتين، فأنا لا أخرج من البيت كثيرا، وزوجي في العمل، وعندما يعود يقضي كل وقته مع الكمبيوتر، ثم النوم، فلا نخرج ولا نتكلم ولا نشتري أشياء جديدة للمنزل.
أنا حقا مللت من وضعي، فأنا أريد التغيير، أريد أن أنظف منزلي، وأهتم به، ليس فقط لكي لا يهجرني زوجي، بل لأستفيد منه أنا وابني أولا، ونستمتع به نظيفا مرتبا، وكذلك المطبخ.
أصبحت مكتئبة ومحبطة، ولا أستطيع القيام بواجباتي المنزلية لهذه الأسباب، علما أني أهتم بنظافتي الشخصية وشكلي، ساعدوني، أريد مقترحات تجلعني سيدة نشيطة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ FARAH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفس وحياتك وبيتك، أعانك الله وأبعدك من هذا الحال الذي أنت عليه، لقد وردت عندي عدة نقاط حول ما وصفت في مشكلتك، وسأعرضها لعل فيها الفائدة.
أول ما خطر في البال أن عمر طفلك سنة، ويبدو أنه الطفل الأول، وجاء بعد عدة سنوات من الزواج، فهناك احتمال أنك تعانين من شيء من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو يبدأ بعد الولادة بقليل ويستمر لعدة أشهر، حتى أنه قد يصل لسنة من دون علاج، وهذا ما يمكن أن يفسر عدم رغبتك بالقيام بأعمال المنزل والأمور الأخرى، وخاصة أنك ذكرت أيضا قلة النوم، وهو أيضا أحد أعراض الاكتئاب، ويمكنك أن تراجعي في هذا طبيبا قريبا منكم، ولو كان غير طبيب نفسي، وربما ليقوم ببعض الفحوصات، ومنها وظيفة الغدة الدرقية، ونحن نعالج عادة اكتئاب ما بعد الولادة بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والاستجابة عادة سريعة -ولله الحمد-.
ولكن هناك أيضا أمور أخرى يمكنك القيام بها لتحسين الأمور، والخروج من هذا الحال.
نعلم أن الروتين والحبس داخل المنزل لفترات طويلة يمكن أن يضعف همة الإنسان وعزيمته للعمل، ويمكن أن يشعر بشيء من الاكتئاب وضعف الرغبة للقيام بالأعمال، بينما الخروج ولقاء الناس والحديث معهم، يعطي النشاط والهمة والحيوية، فحاولي تغيير هذا الروتين، ويمكنك أن تتواعدي مع بعض قريباتك أو صديقاتك على الخروج من البيت، وكسر دائرة الروتين الممل والمتعب.
ويمكنك أيضا تنشيط زوجك للخروج معا كأسرة إلى الحدائق والمتنزهات والأسواق، فهذا أيضا يدخل شيئا من البهجة لنفسك ولنفس زوجك، وطفلكما أيضا.
ويمكن أن تبدئي أيضا بدعوة أخت لك أو صديقة قريبة، تساعدك في أعمال المنزل وتنظيفه، ومن بعدها يسهل عليك الحفاظ عليه نظيفا بشيء من الجهد.
ويمكنك أيضا أن تغييري جو حياتك أنت ببداية هواية لديك تحبينها، أو استعادة هواية مفيدة لم تمارسيها منذ مدة مع الحمل والولادة، كالرياضة أو الرسم أو الخياطة أو التطريز، فكلها مما يعينك على الخروج من هذا الجو النفسي الذي أنت فيه، هذا سيفيدك أنت ويفيد زوجك وطفلكما.
وفقك الله، و-إن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.