السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا شاب عمري 21 سنة، أعاني منذ أربعة أشهر من حالة غريبة، حيث تمر الأحداث اليومية بكل تفاصيلها وكأني عشتها سابقا، حتى المحادثات مع الأصدقاء تكون متكررة في عقلي، والمواضيع كذلك.
سألت شيخا، فأخبرني أنها حالة عادية، فذهبت إلى راق، فأخبرني أنها عين، وآخر قال: إنه سحر، والثالث قال: إنها حالة نفسية.
أنا في حالة يرثى لها، لم أفهم ما يحدث، هل هي حالة نفسية أم روحانية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yaakoub حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الإنسان قد يمر بتغيرات نفسية ووجدانية، وربما تكون غريبة بعض الشيء، ووصفك هذا لما تمر به من حالة يعطيني شعورا بأنه ربما يكون لديك شيء من الاكتئاب القلقي البسيط، مع شيء مما يسمى الشعور بالتغرب أو اضطراب الأنية، وهي أيضا حالة تأتي في نطاق وطيف القلق.
أنا أتفق تماما مع الراقي الأخير الذي قال لك أن هذه حالة نفسية، وأنا أقول لك أنها حالة نفسية بسيطة، والمطلوب منك هو أن ترقي نفسك الرقية الشرعية، وأحسب أنك قد قمت بذلك، وعليك بالدعاء والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن والحرص على أذكار الصباح والمساء، وعليك بأذكار النوم والاستيقاظ، وغير ذلك من الأذكار، وعليك أن تدرك إدراكا يقينيا وقاطعا أن الإنسان مكرم، وأن الله تعالى خير حافظا، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.
بهذه القناعات وبهذا اليقين لن يضرك مكروه أبدا إلا أمر قد كتبه الله لك، ولا تتبحر في موضوع العين والسحر، أنا أؤمن بهما، لكن الذي أؤمن به أيضا هو أن الله خير حافظا، وأن الإنسان {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}، ومن واجب المسلم أن يحفظ نفسه من خلال الأمور المشروعة الثابتة في ديننا.
وفي ذات الوقت حاول أن تتجاهل هذه الأعراض، أنت شاب في سن صغيرة جدا، من المفترض أن تكون فيك حيوية، انهض بنفسك، نظم وقتك، لا تسهر أبدا، وتجنب النوم النهاري، مارس الرياضة، انظر إلى أهدافك في الحياة، مهما كانت مشاعرك، وحاول أن تطبق ما هو مفيد لك في حياتك ويساعد على تقدمك وتحقيق أمنياتك.
أريدك - أيها الفاضل الكريم - أن تذهب إلى طبيب - طبيب نفسي أو طبيب عمومي - لتجري بعض الفحوصات الطبية المهمة، فحوصات بسيطة وأساسية: التأكد من مستوى الدم، السكر، وظائف الكلى والكبد والدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، وإذا كان هنالك أي نقص في هذه المكونات سوف يرشدك الطبيب للطريقة الصحيحة لتعويض وتصحيح هذه المكونات، والحالة الطبية إن وجدت.
هذا هو الذي أنصحك به، وليس أكثر من ذلك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.