السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 28سنة، درست الهندسة وتخرجت عام 2010، منذ أن تخرجت في الجامعة، لم أعمل في تخصصي، وفقت في الكثير من الأعمال، وفي مجالات عديدة، لكن في كل مرة أشعر بعدم الارتياح، وأني لم أستفد من دراستي وتخصصي، فأترك الوظيفة، وأبحث عن غيرها.
بسبب تلك المشكلة تعرضت لضغوط أسرية، تلزمني بالعمل وعدم البطالة والجلوس في البيت، وأتعرض لكلام محبط من والدي، حيث يقول: لا توجد وظائف، فيجب عليك مواصلة عملك.
لا يتفهم أبي وجهة نظري، وأنني أسعى للأفضل، وهذا يحتاج للسعي والتفرغ، ولذلك صارت نفسيتي سيئة، وغير مرتاح في عملي، ولا أستطيع أن أبحث عن وظيفة، أو أن أطور نفسي، وأشعر بالفشل.
أحاول إرضاء والدي، لكنه إنسان عصبي للغاية، ولا يتناقش معي في أمور حياتي ومستقبلي، وينتظر مني العمل على مدار العام، وكأنني آلة، علما أن وضعنا المادي جيد -والحمد لله-.
لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أستمر في عملي، أم أتركه؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بالكتابة إلينا على هذا الموقع.
من الواضح أنك شاب طموح وعندك أحلام وأهداف كبيرة، وهذا شيء طيب بحد ذاته، وليس هناك ما يمنع من أن تستمر بالبحث عن فرصة عمل في تخصصك الهندسي، ولكن ومن خلال تجارب الناس، وخاصة مع الأوضاع الاقتصادية الحالية، قد لا تتاح فرصة العمل هذه في وقت سريع، وقد يستمر انتظارك أشهرا أو سنوات، فمن يدري أو يضمن.
ولا شك أن عمل الشاب، مهما كان هذا العمل، أفضل بكثير من الجلوس في البيت، أفضل لصحتك البدنية والنفسية، ولحياتك الاجتماعية، بل على العكس كونك في عمل طوال هذه المدة يحسن فرصة حصولك على العمل الذي تريده، حيث تتواصل من خلال عملك الحالي مع الناس وجهات التوظيف والعمل، ولا شك أن شركة التوظيف ستسألك ماذا كنت تعمل خلال فترة الانتظار، وأنا متأكد أن أسهمك سترتفع إذا كنت في عمل، مهما كان هذا العمل.
والشيء الغالب أن وجودك في عمل لا يلبي كل رغباتك وتطلعاتك، سيكون دافعا قويا لك للبحث الجاد عن العمل المناسب، والذي تتطلع إليه، وخاصة أنك -ولله الحمد- موفق في الأعمال التي تقوم بها.
ولا شك أنك من خلال كل هذا، ستستطيع إرضاء الوالد، وإن كنت أشعر أنك بحاجة للاقتراب منه أكثر، وربما الخروج معه والجلوس للحديث والدردشة، ولكن قطعا ليس في هذا الموضوع، وإنما في مواضيع أخرى، كأية علاقة بين الوالد والابن، وربما ما يمكن أن يساعد في تحسين جو العلاقة بينكما أن تخبره بأنك بعد التفكير، رأيت أن تستمر في العمل الحالي، ولكن تبحث عن البدائل الأفضل.
وفقك الله، وشرح صدرك لهذا، وأعانك على تحقيق أحلامك.