فقدت ذاتي ولا أشعر بلذة لأي شيء أفعله!

0 212

السؤال

السلام عليكم

إخواني منتدى إسلام ويب، أنا بعمر 19 عاما، جاءتني فترة تعرضت فيها لمشاكل مع بعض الطلاب بالمدرسة، وطالت مشكلتي معهم لمدة 4 سنين، فهم من الشخصيات المستفزة، ما صبرني عليهم إلا إكمال الدراسة، يستهزئون بي وصبرت إلى أن جاءتني مشاكل بالتعدي علي بالضرب، وبعدها جاءني شعور فقدان الذات لفترة طويلة.

بحثت عن مشكلتي قالوا بأنها اضطراب الأنية، وأصابني ضيق ونسيان شديد وشرود ذهني، وأحس بأني لا أملك عقلا، ولا أشعر برغبة في الحياة، استمر معي هذا المرض سنة ونصفا، ولا أزال أعاني منا بعض الشيء.

أسألكم بالله أن تشخصوا حالتي، وما هو العلاج؟ فقد فقدت ذاتي ولا أشعر بلذة بأي شيء أفعله، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

التعرض للصعوبات التربوية والمضايقات، وربما الامتهانات والتنمر في مراحل الطفولة المتأخرة واليفاعة يترك أثرا سلبيا في بعض الأحيان، وهذا الأثر السلبي قد يظهر في شكل أن تكون شخصية المعتدى عليه اعتمادية وسلبية بعض الشيء، أو ربما يكون هنالك قلق ومخاوف، أو ربما يكون هنالك اضطراب أنية، وفي بعض الأحيان يحدث ما يسمى بـ (عصاب ما بعد الصدمة) إذا كانت هنالك ضغوطات شديدة وامتهانات شديدة في تلك الفترة.

لكن في ذات الوقت الإنسان يتغير، أي أن كل مرحلة حياتية حتى وإن كانت هنالك رواسب سلبية من المرحلة التي تسبقها – يمكن للإنسان أن يطور نفسه، وأن يتخطى هذه المراحل، أن تكون شخصا فطنا وكيسا، وأن تقيم إمكاناتك الجسدية وإمكاناتك النفسية والاجتماعية المتاحة، ومن ثم تنطلق في الحياة دون أن تأسى على ما مضى أو تعتبره مصيبة لن تفارقك أبدا.

حرر نفسك من التفكير الكثير فيما مضى، ولا أريدك أن تكون حبيسا له، وأنا متأكد هنالك من تعرضوا لصعوبات وامتهانات أصعب مما تعرضت له، وفي ذات الوقت تمكنوا وبفضل من الله تعالى أن يعيشوا حياة طيبة وفاعلة وممتازة فيما يأتي من أعمارهم وأيامهم.

حرر نفسك من القناعات السلبية أن الذي حدث لك لن يزول، لا بل سيزول، والله تعالى حباك بالإمكانات وبالطاقات الجيدة، ولتساعد نفسك ولتخرج مما أنت فيه الآن مما يمكن أن نسميه فعلا بالاضطراب الأنية مع وجود قلق واكتئاب ثانوي بسيط، هذا يكون – أي الخروج منه – من خلال التفكير الإيجابي، وأن تضع لنفسك برامج يومية تدير من خلالها حياتك، وإدارة الحياة يجب أن تكون موجهة لتحقيق الأهداف، ما هي الأهداف التي تريد أن تصل لها؟ وأنا متأكد أنه لك أمنيات، لك تطلعات، هنالك أسرة تنتظرك... فتحمل مسؤوليتك على هذه الشاكلة، ولابد أن يكون التعليم هو همك في هذه المرحلة، بناء صداقات إيجابية وفاعلة تساعدك كثيرا، لأن الإنسان حين يجد نماذج ممتازة في هذه المرحلة – أي مرحلة التكوين – هذا يفيده كثيرا.

حرصك على الصلاة وعلى أن تتخلق بمكارم الأخلاق، وأن تكون شخصا مقداما ومثابرا، هذا يساعدك لأن تخرج بنفسك إلى بر الأمان، بأن تبتعد تماما عن هذه الهشاشة النفسية التي تشغلك.

الانتظام في تمارين رياضية أيضا ذات فائدة كبيرة جدا، وربما تناول دواء بسيط مضاد للقلق سوف يساعدك أيضا، وفي هذه الحالة – أي في وصف الدواء – أفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، أو طبيب الأسرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات