السؤال
السلام عليكم.
في العمل أعطوني منصب رئاسة مصلحة، والمشكلة هي أن زملائي الذين كانوا بالأمس لا يتقبلون فكرة إعطائي لهم الأوامر، ويعتبرونها نوعا من الكبر، حتى أني صراحة أصاب بنوع من الحياء عندما أطلب منهم عمل شيء، وللعلم فأنا أعلى منهم في الدرجة، وهم أقدم مني في العمل، ولم يتقبلوني كرئيس، فما العمل؟ أرشدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ jamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بعد الاطلاع على ما تقدم في طلب الاستشارة:
فبداية نسأل الله أن يعينك في مهمتك ومركزك الوظيفي الجديد.
أما الجواب عما تسأل عنه:
فإن مقام المسؤولية التي أنت فيها يحتم عليك أن تقوم بمهامك وصلاحياتك بحسب اللوائح المنظمة للعمل، ومن تلك المهام الرقابة والتوجيه لمن هم دونك في السلم الوظيفي، وعلى هذا لا ينبغي أن تستحي من توجيه الأوامر لمن دونك؛ لأن هذا من حقك أن تأمر وتوجه، وليس هذا أبدا من الكبر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فسر الكبر بقوله: " بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم، ومعنى بطر الحق -رده-، ومعنى غمط الناس -احتقارهم-، والمسؤول في العمل إذا وجه من دونه لا يعد ذلك احتقارا لهم، بل هذا ما يقتضيه طبيعة العمل.
وأفضل أن تكون الأوامر التي توجهها لمن دونك بطريقة مباشرة، كأن تقول لأحدهم: هل يمكن أن تؤدي هذه المهمة؟ وآخر تقول له: متى ستقوم بهذه المهمة الآن أو بعد قليل؟ فتجعله بطلب غير مباشر.
وأحب أن أنبه إلى أنه يجب ألا تخاف من المهمة التي أوكلت إليك، ولا تقلق من عدم تقبل البعض للأوامر، ولذلك كن حازما في إداراتك، فلا تترك لأحد مجالا بأن لا يتقبل الأوامر إلا نبهته على تقصيره.
وفقكم الله لمرضاته.