الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تقديم استقالتها، هل أعتبر ظالمة لها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعمل مديرة دراسات بشركة خاصة، وعندي مجموعة من الموظفين تحت إدارتي، إحدى الموظفات لم يعجبني سلوكها وتأثيرها على الآخرين، رغم أنها ظاهريًا لم تقم بأي خطأ، وعقدها يخول لها فترة اختبار 6 أشهر، ولكني أعلمتها بعد 4 أشهر أنها في فترة اختبار، وأن التصرفات الحالية لا تبشر بخير، دون أن أخوض في التفاصيل، وفهمت هي بذلك أن احتمالية فصلها من العمل كبيرةً، فاتهمتني بالتقصير معها، وقدمت استقالتها، وأنا أشعر بتأنيب الضمير منذ ذلك الحين، فهل ما قمت به قد يكون ظلمًا لها؟ علمًا بأنها لا تحترمني كشخص، وكانت هي السبب لنفس السلوك على زملائها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيتها الابنة الفاضلة والأخت الكريمة- في الموقع، ونشكر لك هذا الشعور، والمعاتبة للنفس على ما حصل، ولكن لا أعتقد أن هناك إشكالاً إذا كان هناك مجال للتواصل مع الموظفة المذكورة، وإعطائها فرصةً، فلا مانع من ذلك، وإنْ مضت في سبيلها؛ فعلى نفسها جنت براقش، وإلَّا فالسلوكيات السالبة مرفوضة.

كنا نتمنّى أن نعرف نوع السلوك، حتى نستطيع أن نُفرق بين السلوك الذي يمكن أن يُؤثّر على العمل وبيئة العمل، والسلوك الشخصي الذي قد لا يتجاوز صاحبه، أو لا يُؤثّر على أداء الإنسان، أو على غيره، فإن أصحاب العمل يهمُّهم السلوكيات التي يتعدَّى أثرها وضررها، وتنعكس سلبًا على بيئة العمل، أو على الزملاء والزميلات في بيئة العمل، وبالتالي أرجو ألَّا يكون هناك حرج.

فإن اختارت أن تمضي إلى سبيلها فنسأل الله أن يُسهّل أمرها، وإن عادت أرجو أن تتواصلوا، حتى نفهم الموضوع؛ فإن الاطلاع على الشيء، وتصوّره فرعٌ من الحكم عليه، ولكن لا نرى أن هناك إشكالاً لمجرد إبداء مثل هذه الملاحظات، وكونها فهمت ذلك فهذا أمرٌ يهمُّها هي، ويعنيها هي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسهّل أمرها، وأن يردّنا جميعًا إلى الحق والخير، وأن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نكرر لك الشكر على المعاتبة للنفس، وهذا دليل على أنك تملكين نفسًا لوّامةً، وأرجو ألَّا تُوصلك إلَّا إلى الخير، وإلى ما يُرضي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً