السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 18 سنة، منذ سنة تقريبا كنت في المدرسة فجأة أتتني نوبة هلع، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أخاف من الذهاب إلى المدرسة إلى أن خرجت، ولم أرغب بمواصلة دراستي، وأصبحت أخاف من الخروج من المنزل؛ لأنني كلما حاولت الخروج أشعر بالقلق والخوف وتزداد دقات قلبي، وأعود إلى المنزل.
هذا الرهاب لدي منذ سنة كاملة وهو معي، لم أستطع التخلص منه إلى يومنا هذا، ولدي وساوس كثيرة منها وسواس التنفس خوفا من الضيق، وأفكار منها عندما أكون جالسا مرتاحا أرغب في الخروج والجري بدون سبب، وأحيانا أقوم بوضع يدي على صدري لأتفحص عدد دقات قلبي، ولدي وسواس مس شيطاني.
الآن مشكلتي هي الوسواس والقلق والرهاب، أتفهم أنها ليست أمراضا خطيرة، لكنني أعاني بسببها
علما بأني زرت مشايخ كثيرين أكدوا لي بأنه ليس لدي شيء من الجانب الروحاني، وقد قمت بكل الفحوصات منها فحص ايكو للقلب والهولتر مرتين، وفحوصات الدم، والغدة الدرقية، وفحص الصدر، وكل النتائج سليمة -الحمد لله-، الآن لا أعلم ماذا أفعل بالوسواس والرهاب والخوف والقلق؟
هل أستطيع التخلص من الرهاب والوسواس بعدم الاسترسال والتجاهل والثقة بالنفس بدون أدوية؟ صراحة أكره تناول الأدوية؛ لأنني قد ذهبت إلى طبيب ووصف لي دواء فلوكستين للخوف والوسواس ودوجمنتيل للقلق، تناولت فلوكستين لمدة 10 أيام فقط، وتوقفت عن تناوله ودوجماتيل، أتناوله عند اللزوم وحقا يذهب عني القلق، أنا الآن في دوامة لا أستطيع الخروج منها للأسف.
أرجو الرد من حضرتكم في أقرب وقت، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز السعودي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ومنذ هذه اللحظة أريدك أن تذهب إلى الدراسة، هذا مطلب أساسي، لا يمكن أبدا أن تحل مشكلة بمشكلة أكبر منها، قلق المخاوف أنت كافأته من خلال عدم مواصلة الدراسة، والانقطاع والعزلة الاجتماعية.
أيها الفاضل الكريم: الأمور في مثل هذه الحالات تعالج بضدها، أي أن نقوم بما هو مخالف، وأنت صغير في السن، لا يمكن ولا يقبل ألا تواصل دراستك، تصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن، أين أنت؟ وأين زملائك؟ الحياة تنافسية جدا، والإنسان لا بد أن يسلح نفسه بسلاحي العلم والدين، بدونهما لا أعتقد أن الإنسان سوف ينجح، وحتى إن نجح تكون نجاحات وقتية.
أيها الفاضل الكريم: لا تجد لنفسك عذرا، الخوف يعالج بضده، والجهل يعالج بضده، وهو التعليم، فأرجوك أن تذهب وتواصل الدراسة دون أي عذر، الوساوس، القلق، المخاوف، كلها تحارب من خلال الأفعال الإيجابية، وأنت الآن افتقدت الفعل الإيجابي لذا هيمن عليك الخوف والقلق والوسواس؛ لأن حياتك أصبحت ذي معاني قليلة جدا، أو ليس بها معاني أصلا حقيقة.
أنا أقدر مشاعرك، لكن تحتم علي مسؤوليتي المهنية والأبوية والتربوية أن أرسل لك رسالة قوية جدا، رسالة تحتم عليك أن تذهب وتبني مستقبلك.
بالنسبة للخوف والرهاب والوسواس: سيزول، وعليك بالدواء، تناوله، الدواء يعالج هذه الحالات بنسبة 40%، وهذه نسبة عالية جدا، حين يقل عندك القلق والتوتر والخوف ستجد أن الدافعية لديك قد تحسنت، ولا بد أن تكون لك أنشطة في الحياة، رفه عن نفسك بما هو جميل، شارك زملائك في الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، اذهب وصل مع الناس والشباب في المساجد، كن بارا بوالديك، الحياة طيبة وجميلة.
افتح هذه الأبواب، وأغلق أبواب الخوف والشرور التي دخلت من خلالها، وعليك بالدعاء، واسأل الله أن يوفقك.
الدواء يجب أن تتناوله الآن دون تردد، اترك البروزاك، اترك الدوجماتيل، الدوجماتيل لن يفيدك كثيرا، انتقل إلى دواء تخصصي مثل الـ (زيروكسات CR)، أو الـ (زولفت) أي منهما ممتاز، وفاعل، فلا تتردد، اذهب إلى طبيبك، وواصل العلاج الدوائي كما ذكرت لك، ويجب أن تطبق تلك النصائح، وأنا أريد أن أسمع منك بعد ثلاثة أشهر من الآن -إن شاء الله تعالى-، لا بد أن تتواصل معي، وتطلعني على التقدم الذي تطرأ على حياتك، وأنا أتشوق لأن أسمع عنك أخبارا سارة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.