السؤال
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على جهدكم الكريم، والوقت المبذول لخدمة المسلمين ومساعدة الشباب.
أنا شاب عمري قارب 24 سنة، أريد خطبة زميلتي في الجامعة وهي بنفس عمري، وهي خلوقة جدا، ومؤدبة، ومتدينة، وجميلة، وممتازة دراسيا.
فهل تنصحونني بأن أخطبها، أم أن العمر سيكون مصدرا للخلاف والصدام فيما بعد؟ وهل من الممكن إخباري بما يمكن أن يحدث لو استمررت وخطبتها واستمر زواجنا؟ أقصد ما المخاطر التي يجب علي الإحاطة بها قبل إقدامي على خطبتها؟ حيث إنني لا أعرفها جيدا، إنما تعاملت معها مرتين فقط وأعجبت بها.
وشكرا جزيلا لكم، وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن ييسر أمر زواجك.
وأما الجواب على ما ذكرت: فلا حرج عليك شرعا ولا عرفا في خطبة هذه الفتاة التي تعرفت عليها، لأنها متدينة وذات خلق حسن -كما ذكرت-.
وبالنسبة لموضوع أن سنك مثل سنها: فليس في ذلك مشكلة، ولذلك ننصحك أن تصلي صلاة الاستخارة، ثم إذا اطمأنت نفسك تقدمت لخطبتها، وأتمنى أن تزيل من نفسك أي مخاوف متوقعة من الزواج من هذه الفتاة، وإن كنت قبل الخطبة تحب أن تتعرف عليها أكثر حتى لا يحصل شيء مما تتوقعه من خلاف بعد الزواج، فيمكن أن تجعل من قريباتك من النساء من تسأل عنها وتجلس معها، وتتعرف عليها عن قرب، وأما أن تتعرف عليها أنت فهذا لا ينبغي؛ لأنه لا يجوز شرعا أن تلتقي بها، لأنها امرأة أجنبية عنك، ولا ينبغي أن يعبر كل طرف عن مشاعره للآخر، حرصا على السلامة من الوقوع في مداخل الشيطان، والإغراء بالفساد، فقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يختلي رجل بامرأة، حيث قال: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" [رواه البخاري برقم 5233].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2546]، ولأنه يخشى أن تجر تلك اللقاءات إلى ما يغضب الله تعالى من الوقوع في الحرام -والعياذ بالله-، وهذه العلاقة بين الفتيان والفتيات عادة دخيلة على شباب وفتيات المسلمين، وهي من التقليد لأعدائنا.
وفقك الله لمرضاته.