عملت ذنباً عظيماً وتبت إلى الله وصرت أنهار وأبكي كثيراً

0 170

السؤال

السلام عليكم

أنا عملت ذنبا عظيما، وتبت -إن شاء الله- وعزمت على عدم العودة للذنب، هل بالاستغفار وأذكار الصباح والمساء والنوم، والشعور بالذنب، يغفر لي ذنبي؟ لأن ذنبي عظيم، أسأل الله التوبة والمغفرة.

أريد أن أعتمر بنية التوبة الصادقة من هذا الذنب، وخائفة أن لا يقبل الله توبتي، فبت في حالة نفسية مستعصية، ومع حبوب منومة ومهدئة، ولكن جرمي العظيم يقتلع قلبي من مكانه، ودائما أبكي، وأنهار، أخاف أن لا تقبل توبتي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هشام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باب التوبة مفتوح للتائبين الصادقين في التوبة، لا يغلق حتى تبلغ الروح الحلقوم، أو تطلع الشمس من مغربها عند قيام الساعة.

قد حث الله عباده على التوبة، وأمرهم بها، ونهى المسرفين في الذنوب عن القنوط، قال سبحانه: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ الزمر: ٥٣.

لا تيأسي ولا تقنطي، وأحسني الظن بالله، فهو كريم غفور رحيم، يفرح بتوبة عبده إذا تاب ورجع إليه، وعليك بتحقيق شروط التوبة الصادقة، وهي: الإقلاع عن الذنب؛ والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه.

كذلك عليك بالإكثار من الطاعات والقربات والاستغفار، مع الدعاء، والانطراح بين يدي الله، والتضرع إليه في قبول التوبة، وتثبيتك على الطاعة، والاستقامة على دينه والبعد عن معاصيه.

وإذا كان الذنب له علاقة بحقوق الناس كغيبة أو نميمة أو سرقة أو غش في معاملة، واستطعت التحلل من ذلك وساغ لك رد الحقوق وطلب العفو؛ فهذا من شروط التوبة، وما لم تستطيعي رده أو لا يسوغ رده لترتب مشكلة أعظم؛ فأكثري من الدعاء لهم والصدقة وأعمال البر، فالله يقول: ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).

اعلمي أن العبد إذا تاب وأناب وصلح حاله فإن الله يبدل سيئاته حسنات، قال سبحانه: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما﴾، الفرقان: ٧٠.

لا بأس عند تذكر الذنب من البكاء ندما على فعله، ولكن مع حسن ظن بالله، وعدم القنوط من رحمته، حتى لا يؤدي ذلك إلى اليأس.

أسأل الله أن يقبل توبتك ويمحو ذنوبك، ويصلح حالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات