السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع، والمجهود الرائع الذي تبذلونه لخدمتنا.
أنا متزوجة منذ 9 أشهر، مشكلتي غيرة زوجي المفرطة التي تكاد تتحول إلى شك، فقد أصبح يفتش هاتفي المحمول، وحقيبة يدي، ويغضب إذا تصفحت الفيسبوك، العلاقة بيني وبين زوجي جيدة جدا -والحمد لله-، فنحن متفاهمان، وهو إنسان طيب وملتزم، وذو أخلاق عالية، ولكن مشكلة الغيرة سبب الخلافات بيننا.
للإشارة: زوجي تربى يتيم، وتعرض للإساءة من أقربائه خاصة إخوته لذا أصبحت ثقته بالآخرين قليلة جدا، أرجو نصحي بكيفية التعامل مع زوجي؛ لتفادي الخلافات، وكيف أساعده لاستعادة ثقته بالناس؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ka حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لثنائك على الموقع وخدماته ومرحبا بك.
الغيرة المفرطة عند زوجك عليك تحتاج إلى تفهم منك لها، وإلى الحوار الهادئ معه حول أسبابها، وعليك أن تبني لديه الثقة فيك من خلال عدم مخالفته فيما يأمر، وتنفيذ طلباته، وكذلك الابتعاد عن كل تصرف يدخل لديه الشك حولك، وأشعريه بالأمان، وطالما هو رجل متدين وملتزم كما تقولين فادفعيه بطريقة غير مباشرة إلى القراءة في الأحكام الشرعية المتعلقة بالحقوق الزوجية، وإلى القراءة في الشمائل المحمدية وكيفة تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته، وكذلك القراءة في كتب بناء الثقة بالنفس ونحوها، وذلك من خلال اختيار كتاب مناسب في ذلك تقرآنه جميعا وتتحاوران حول محتواياته والموقف الشرعي من بعض تصرفات الأزواج أو الزوجات المخالفة للشرع.
وإن أمكن إخبار أحد أقاربه الثقات الذين يثق فيهم بحالته لنصحه بطريقة غير مباشرة، وعلى كل حال ننصحك بالصبر، والتحمل، وحسن التعامل معه حتى لو أخطأ في حقك فإن التعامل الحسن مع الخطأ علاج له، وسيتأثر بحسن تعاملك معه ويعتدل سلوكه بإذن الله. قال سبحانه :﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾. [فصلت: ٣٤].
وقد يكون ما ذكرتيه من وصف لحياته قبل الزواج سببا في تصرفه؛ فاحرصي على إكمال النقص لديه بالحنان والاحترام وإشعاره بالحب.
ولا تنسي الدعاء له بصلاح الحال؛ فالدعاء سلاح المؤمنين وعدة الصابرين.
وفقك الله لما يحب ويرضى.