السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا بعمر 23 سنة، مهندس، حديث تخرج منذ شهر، وأعانى من ضغط نفسي شديد، أشعر أني مريض، وأنه مرض خطير.
أشعر أني سأموت، وعندي نغزات، آلام خفيفة، في جسمي كله، وأشعر أكثر الأوقات به في منطقة البطن ولا أحسن بطعم الحياة وعندي زيادة في عدد ضربات القلب، ذهبت لأكثر من طبيب ولم أشعر بتحسن، فهل هذا أمر نفسي أم عضوي أم سحر أم حسد؟ لم تعد للحياة أي قيمة بالنسبة لي، وأخذ اليوم يمر علي مثل الوقت الذي يمر، ولا أريد أن أفكر في المستقبل، وأخاف كثيرا منه.
ذهبت إلى طبيب آخر ووصف لي (ليبراكس Librax)، قرصا قبل النوم و(ديبريبان Depreban) قرصا صباحا، و(جاسترولوك Gastroloc) قرصا بعد الغداء، وتحسنت قيلا، ولا زالت الحياة ليس لها معنى معي، ولم أعد أتحدث مع أحد، ولا أذهب لأحد.
لدى خمول وكسل، وأحيانا كثيرة أشعر بدوخة خفيفة وغشاوة على عيني، وأصبحت لا أركز في أي شيء، وأريد أن أرجع مثل الأول، أصبحت لا أحس بطعم الحياة، ولا أذهب إلى عملي، ولا أحس براحة! فما أسباب تعبي هذا؟ صرت أخاف كثيرا من أي شيء، فما الحل لحالتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض الرئيسية التي ذكرتها في البداية هي أعراض قلق وتوتر نفسي، أعراض قلق وتوتر نفسي الخوف من الإصابة من مرض خطير الإحساس بأنك ستموت، ونغزات منطقة البطن، هذه أعراض بدنية للقلق.
صاحب القلق النفسي عنده أعراض بدنية وعنده أعراض نفسية، وبعد ذلك تأتي أعراض اكتئابية ذكرتها، مثل عدم الإحساس بطعم الحياة، والتوقف عن الذهاب إلى العمل، هذه أعراض اكتئاب نفسي، وأحيانا القلق والتوتر إذا لم يتم علاجه يؤدي إلى اكتئاب ثانوي، وأحيانا الاكتئاب يكون مصحوبا بقلق وتوتر نفسي، بل يقال إن 30% من مرضى الاكتئاب يعانون من أعراض قلق وتوتر نفسي.
إذا أنت تعاني من قلق واكتئاب، ولكن غير واضح ما هو الأصل، وما هو الثانوي أو الفرعي، على أي حال هناك علاجات تعالج في الاثنين معا، ولا أدري هل ذهبت إلى طبيب نفسي أم طبيب عمومي.
مرضك -يا أخي الكريم- مرض نفسي واضح، لا شك في ذلك، ليس هو مرضا عضويا، وليس سحرا، ولا أي شيء من هذا القبيل، هو مرض نفسي، ويتم علاجه بواسطة الأطباء النفسيين.
لا أدري هل ذهبت إلى أطباء عموميين أم أطباء نفسين؟ وعلى أي حال العلاجات التي أعطيت لك هي علاجات فيها تركيز على الأعراض ودائما معظم الأطباء النفسيين وأنا منهم نفضل في علاج الاضطراب النفسي مباشرة أن تعطي دواء يعالج الاكتئاب ويساعد في علاج القلق والتوتر أو إذا كان قلق تعطي علاجا للقلق النفسي ويساعد للاكتئاب، ولحسن الحظ الآن معظم أدوية الاكتئاب الجديدة هي أيضا تعالج القلق والتوتر، وسوف أعطي أمثله مثل الـ (باروكستين Paroxetine)، الـ (سيرترالين Sertraline)، الـ (سيبرالكس Cipralex)، الـ (دولوكستين Duloxetine).
أخي الكريم، أنصحك بالمتابعة مع طبيب نفسي، وسوف يقوم بإعطائك الدواء المناسب لحالتك -بإذن الله- والمتابعة معه، لأن المتابعة مهمة جدا لزيادة الجرعة أو تخفيضها أو تغيير الدواء، وإرشادك إلى متى تتوقف وكيف تتوقف، وأيضا ألفت نظرك إلى أهمية العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، قد تحتاج أيضا إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي وهذا كله سوف يقوم بوصفه لك الطبيب النفسي والإشراف عليه، إما مباشرته بنفسه أو تحويلك إلى معالج نفسي.
وفقك الله وسدد خطاك.