تقدمت لخطبة فتاة ولكني متردد لأنها لا تعمل وأسرتها بسيطة.. دلوني للصواب

0 220

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 26 سنة، أردت أن أكمل نصف ديني بالزواج، فأخبرت أهلي للبحث عن فتاة تعمل معلمة، أو في وظيفة لا يوجد بها اختلاط مع الرجال، وأخذ أهلي في البحث، وتقدمنا بشكل غير رسمي لأكثر من فتاة تعمل، ولكنهم يرفضون بحجة عدم الرغبة في الزواج في الوقت الحالي.

مع العلم بأنني لا أعرفها، ولا هم يعرفونني فقط من جهة الأهل يتم البحث، وسعيت أنا وأهلي كثيرا، ولم أجد واحدة بنفس المواصفات التي أريد، ثم قام أهلي بالتواصل مع واحدة من أهلي، فوصفت لهم أخت زوجها، وأنها بنت ذات أخلاق وأدب، ومن عائلة محترمة وبسيطة، وعرضوا على أهلي الفتاة وكانت والدتي وأخواتي مقتنعين بها، وأنا لم أنظر لها فوافقت، وتنازلت عن شروطي بموافقة أهلي، وكان أكبر همي أن تكون والدتي راضية عليها.

الفتاة من نفس المنطقة التي أسكن فيها، وتمت الخطبة بشكل مبدئي، فوافقت الفتاة وأهلها، وهي أكبر مني بـ 3 أشهر، وبعد فترة قام زميلي لي في العمل بالتلميح أن لديه 3 أخوات جامعيات، ولديهم وظائف محترمة، ولم يتزوجن بعد وكان يلمح لي بموافقته، مع العلم أنه لا يعلم بموضوع خطبتي، وأخواته يعملون في وظائف بها نوع من الاختلاط، لكنهم من عائلة محافظة، ونسبهم كريم، ولديهم مناصب قيادية في البلد، فأصبحت في حيرة من أمري، لماذا لم يلمح لي صديقي قبل أن أقوم بخطبة هذه الفتاة مع أني بحثت طويلا، وكان هذا من أصدقائي المقربين لماذا بعد خطبتي لمح لي.

مع العلم أنهم يسكنون في بلد يبعد تقريبا 300 كيلو متر، ولكن أنا وهو وأخواته نعمل في العاصمة في وظائف مختلفة، والله إني في حيرة من أمري ماذا أفعل؟ قد يكون تفكيري الحالي في أن أخواته لديهم وظائف، وسيارات، ومن عائلة مرموقة هو السبب، وخطيبتي ليس لديها وظيفة، لكن لديها شهادة جامعية، ومن أسرة محترمة، ولكنها بسيطة.

أرجوكم أفيدوني ماذا علي أن أفعل؟ ولا أستطيع في الوقت الحالي أن ألغي خطبتي؛ لكي لا أتسبب بأذى للفتاة وأهلها؛ ولكي لا يصير خصام بين أهلي وأهلها، فهم أسرة محترمة وطيبة، أنا لا أعرف أي شيء عن أخوات صديقي، وهل سيوافق علي أم لا؟ ولكن رسمت كامل الموضوع بناء على تلميح صديقي لي، وهو لم يصرح لي ولكن لمح لي وأحسست بقبول لديه.

أرجو الرد في القريب العاجل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

لا بد أن تنظر للفتاة التي خطبت لك، ولا تكتف بمشاهدة أهلك لها، فأنت من سيتزوج ونظرتك غير نظرتهم، وما جعلت النظرة الشرعية إلا من أجل القناعة والطمأنينة، وأن تدوم المحبة والعشرة بين الزوجين يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)، وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل تزوج امرأة (أي أراد ذلك) أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: اذهب فانظر إليها.

النظرة الشرعية إلى المخطوبة يكون قبل الخطبة، والسبب فيها لئلا تتضرر بتركه لها في حال ما إذا لم يعجبه جمالها أو شيئا من صفاتها.

كلما كانت الأسرة بسيطة ومتدينة كانت حياتك أقرب إلى الاستقرار؛ لأن الزوجة ستكون راضية بالعيش معك على كل حال، والرزق بيد الله تعالى، ولا يلزم أن تكون الزوجة موظفة، فإن كان مقصودك من ذلك أن تعينك في النفقة، فالله هو الرزاق وما من نفس إلا ورزقها مكتوب، ويأتي معها قال تعالى: {وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ۚ وهو السميع العليم}، وقال: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}.

اختلاف طبقة الزوجة الاجتماعية عن طبقة الزوج بحيث تكون طبقتها أرفع غالبا ما تكون سببا من أسباب المشاكل الزوجية المنغصة للحياة بخلاف العكس، وكلما كانت الطبقة مستوية أو متقاربة كان أدعى لاستقرار الحياة، فلا تلتفت للأمور المادية واعتن بالجوهر قبل المظهر.

صل صلاة الاستخارة قبل أن تذهب لرؤية خطيبتك، فإن رأيت فيها الصفات المطلوبة بعد توفر الدين والخلق، فامض على بركة الله تعالى، ولا تلتفت لغيرها، وسيجعل الله لك فيها الخير والبركة، ولا تلتفت لتلميحات صديقك، وإن تكلم معك كلاما مباشرا فأخبره بأنك قد خطبت من قبل أن يكلمك.

إن رأيت أن مخطوبتك غير مناسبة لك، وكان السبب مقنعا فتدارس مع والدتك الأسلوب الحكيم والأمثل للانسحاب من دون أن تؤثروا على الفتاة كأن تجعلوا الفسخ يأتي من قبلهم؛ لأن الخطأ خطأكم في عدم النظر مباشرة إليها عند الخطبة.

أتمنى أن تجد مخطوبتك على الصفات التي تريدها، وأن يقذف في قلبك حبها والتعلق بها، وأن يجعل لك فيها الخير والبركة.

نسعد كثيرا بتواصلك في حال إن استجد أي جديد.

نسأل الله لك السعادة والطمأنينة، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات