السؤال
السلام عليكم
أتينا إلى مكان بعدما كنا قاطنين في مكان آخر، كنا على خير، رافقت أصدقاء جدد، وأكملت دراستي، حيث نجحت في مستوى الباكالوريا، ودفعت إلى مركز الشغل، وقبلت فيه، وبدأت الدراسة.
بعد أيام أصبح صديق يأتيني لنراجع الدروس، ولكنه ذات يوم تأخر عن المجيء، فذهبت أبحث عنه، وعندما وصلت أمام حائط المدرسة فجأة سمعت صوت قط، وعندما التفت لأراه لم أجده، فارتعشت في تلك اللحظة، ورجعت إلى المنزل خائفا، ولم أر من أين أتى ذلك الصوت، (لكنه مجرد قط أصدر صوتا ثم ذهب بسرعة)، ومنذ تلك اللحظة بدأت أفكر كيف وقع ذلك؟ وما هذا؟ ومرت سنتان؛ حيث تطورت الأفكار إلى وساوس خطيرة، حيث أرى الناس، ويأتي الوسواس بأنهم غير موجودين، وعندما يتكلم شخص معي تأتيني الأفكار الوسواسية، هل قال شيئا؟ هل أنت فعلا تتكلم وتسمع؟ وعندما أقرأ شيئا أو أكتبه تأتي الوساوس هل فعلا تفهمها؟
الآن عقلي يأخذ الأفكار السلبية دائما، حيث أرى الألوان، ويقول لي عقلي هل هذه ألوان حقا؟ وعندما أقول في عقلي إن الناس ينظرون إلى الألوان، تأتي أفكار سلبية بأنهم خاطئون.
البارحة أردت شرح سورة الملك، وقرأت كلمة أرض، وبدأت الوساوس، أرض، كيف تقف عليها ولا تقع؟ الناس كيف يقفون عليها؟ أتريد لعب الكرة وأنت واقف على الأرض؟ لأني أحب كرة القدم، وعندما ينصحني أهلي لا فائدة من ذلك.
كما أنني لم أنم لأسبوع كامل من أجل زفاف أخي إلا ساعتين في الليل، وبدأ الخفقان في قلبي، وعندما أقول بأني سأتغلب عليه تأتي الوساوس بأن قلبي يضرب وسأموت.
أرجوكم أن تعطوني نصائح جيدة وأدوية فعالة لهذه الوساوس، أدوية تسميتها التجارية موجودة في المغرب، بحيث إن قلت للصيدلي اسم الدواء يجده باسمه.
اسمحوا لي إذا أزعجتكم، وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا..
شرحك واضح جدا، والحالة التي تأتيك هي نوع من القلق يسمى باضطراب الآنية، وعدم التأكد من الأشياء، عدم التأكد من الذات، عدم التأكد من المكان والزمان، والأحداث التي تحيط بك، وتسبب لك الإزعاج هي نوع من القلق الذي يسمى اضطراب الآنية.
وبالفعل لديك جوانب وسواسية واضحة جدا، والحمد لله -أخي الكريم- أن هذه الأشياء كلها يمكن أن تعالج من خلال التجاهل التام، ولا تحاور الفكرة، نعم، هذه الأفكار كثيرا ما تكون متسلطة، وكثيرا ما تثير الفضول عند الإنسان بالرغم من قبحها، ولذا تتولد عنها أفكار جانبية وجزئية، وذلك من خلال الحوار الداخلي الذي يجريه الإنسان الذي يمر بمثل هذه التجارب، لذا أجمع علماء السلوك أن التحقير التام للفكرة مهم جدا، وأن تصرف انتباهك عنها بأن تدخل في نشاط آخر أو تملي على نفسك أفكارا أخرى، تكون بديلة لهذه الافكار التي تأتيك في مواقف معينة كما تفضلت، الوسواس يحقر يقفل عنه الباب تماما بهذه الكيفية.
البشرى الكبرى التي أنقلها لك هي أن العلاج الدوائي مفيد جدا لمثل هذه الحالات، الفكر الوسواسي غالبا يكون ناتجا من بعض التغيرات في كيمياء الدماغ، وهنالك مادة تسمى سيرتونين دارت حولها أبحاث كثيرة جدا، وأثبتت تماما أن هذه المادة اضطرابها هو الذي يساعد أو يسبب أو يؤدي إلى استمرارية الوسوسة وكذلك القلق وربما اضطراب الآنية.
من الأدوية الممتازة والجيدة والموجودة في المغرب: عقار ديروكسات والذي يسمى باروكستين علميا الديروكسات سي أر سيكون أفضل من الديروكسات العادي، وتبدأ بجرعة 12.5 مليجراما يوميا تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 25 مليجراما يوميا، وهذه الجرعة العلاجية تتناولها لمدة 3 أشهر، ثم خفض الجرعة واجعلها جرعة وقائية، وهي 12.5 مليجراما يوميا لمدة 4 أشهر، ثم خفضها واجعلها 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما حبة واحدة كل ثلاثة أشهر، ثم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء سليم وفاعل، فقط في بعض الأحيان قد يفتح الشهية قليلا نحو الأكل لدى بعض الأشخاص، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الصحة الذكورية أو الهرمونات، وتوجد أدوية غيره، لكن هو يعتبر من الأفضل لعلاج هذه الحالات.
أخي الكريم: أريدك أن تمارس الرياضة بكثافة، وأن تطبق أيضا تمارين استرخائية، تمارين التنفس التدرجي، تمارين شد العضلات وإطلاقها، هذه كلها مفيدة توجد مواقع كثيرة في الإنترنت توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وفي إسلام ويب لدينا استشارة رقم 2136015 يمكنك أن ترجع إليها وتسترشد لما ورد فيها من إرشاد، وإن شاء الله تعالى تجده مفيدا جدا إذا طبقته بالكيفية الصحيحة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.