السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 20 سنة، تم عقد قراني منذ سبعة أشهر تقريبا، وزوجي طيب جدا، وعلى خلق ودين، ويحبني كثيرا، لكن مشكلتي أني أغار بشكل كبير وأشك، وهذه المشاعر ستقتلني، وتأتيني دائما أفكار سلبية أن زوجي يفكر بغيري، أو يفكر بخطيبته السابقة.
أغار من أخواته وأكرههن بدون سبب، وأحس أني أكره أمه، والله أنا لا أريد أن أكن لهن هذه المشاعر، لكن لا أدري ما بي؟ سأموت بسبب هذه الأفكار.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
غيرة المرأة أمر طبيعي، والغيرة تضفي على الحياة جمالا وسعادة، لكنها إن زادت على حدها انقلبت إلى ضدها، فصارت مفسدة للحياة، وقد تكون سببا في الطلاق، فعليك أن تجتهدي في التخفيف من غيرتك، وأن تتعاملي مع زوجك بثقة تامة.
لا داع للشك، فإن ذلك من الشيطان يريد أن يفسد علاقتك بزوجك، واجتهدي في كسب قلب زوجك وحبه من خلال العبارات العاطفية، واجتنبي إغضابه، ولا تكثري عليه من الطلبات، وشاركيه همومه، وبعد الزفاف اهتمي بمظهرك، فكوني بأبهى حلة على سبيل الدوام، واهتمي بمظهر زوجك، وأحسني من استقباله وتوديعه، وهيئي له سبل الراحة، وتفنني في إعداد طعامه، فإن فعلت ذلك فلن ينظر لغيرك، ولا داع حينئذ لأن تغاري.
كلما أتتك وساوس الشكوك، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ينخنس عنك الشيطان، واجتهدي في كتم غيرتك ما استطعت.
القضية تحتاج إلى مراس وصبر ومجاهدة، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ۚ وإن الله لمع المحسنين)، وقال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (ومن يتصبر يصبره الله)، وأما غيرتك من أخواته فلا أعلم ما الداعي لها طالما وهن يكنن لك المحبة والاحترام، وهكذا بالنسبة لأمه، فمن حبك لزوجك محبة أهله وإكرامهم، والذي يظهر لي أنك من النوع الذي يحب التملك، فأنت لا تريدين أن يشاركك في حب زوجك أحد حتى أمه وأخواته، لكن هذا محال -أيتها الأخت الكريمة-، فلا بد أن تكوني واقعية، وتوسطي في حبك ولا تفسدي حياتك بيدك.
كما أني أنصحك إن كنت لا تحبين التملك أن ترقي نفسك صباحا ومساء بالمعوذات والإخلاص وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وغير ذلك من الآيات، فالقرآن كله شفاء، وكذلك بما تيسر من الأدعية النبوية، فالرقية نافعة -بإذن الله تعالى-؛ لأني أخشى أن يكون ثمة شخص عمل لك عملا يحاول به إفساد حياتك مع زوجك، وعليك التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يصرف عنك ما تجدين، وأن يخفف غيرتك، وأن يسعدك.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يذهب عنك وساوس الشيطان، وأن يعطيك من الخير ما تتمنين، وأن يصرف عنك كل مكروه، إنه سميع مجيب.