لماذا حياتنا كلها مصائب على الرغم من أننا نصلي ونقرأ القرآن؟

0 167

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بالاستغراب، لماذا لا يتم لنا فرح في حياتنا إلا ونصاب بعده بمصيبة أو كارثة مع أننا نصلي ونقرأ القرآن؟

فأختي الكبرى تزوجت، وبعد فترة طلقت مرة، ثم رجعت لزوجها، وتزوجت أختي الثانية، ثم طلقت أختي الأولى بسبب أخته، وبعدها تزوجت أنا، وحملت أختي الثانية، وفي يوم ولادتها طلقت أنا، لكن كان طلاقي بين المحاكم، حصلت كارثة ما عرفنا نخرج منها أبدا إلا بعد 8 شهور، وأيضا كانت بسبب زوجة أخيه، وولدت أنا، بعد فترة جاء طليقي، وأخذ ابنتي بالقوة.

حتى أختي التي فرحنا بأنها لم تطلق حياتها غير مستقرة؛ بسبب امرأة بينها وبين زوج أختي علاقة حب.

لا نوفق بشيء، وأخي -وحيدنا- سافر للأردن، وما شاء الله درجاته عالية، ومع هذا لم يواصل تعليمه؛ بسبب ظروف مادية قاهرة أصابت والدي، فلماذا نصاب بكل هذه الأمور ولا نوفق في حياتنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وللجواب على ما ذكرت:

بداية: نقدر الظروف التي تمرون بها، ولكن هذه الظروف لن تستمر بإذن الله، وعليكم إحسان الظن بالله؛ فالله لطيف بعباده رحيم بهم.

واعلمي أن ما يحدث لكم إنما هو ابتلاء من الله تعالى، ويجب عليكم أن تعلموا ما يجري لكم فهو بقضاء الله وقدره، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والوجب عليكم الصبر واحتساب الأجر من الله تعالى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له"، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" رواه مسلم.

الذي يصبر في حال الابتلاء فله فضل عظيم عند الله تعالى، قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ۗ وبشر الصابرين" [ سورة البقرة اية ١٥٥ ]، وقال تعالى: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" [ سورة الزمر اية ١٠ ].

ومهما كان الكرب شديدا والمشكلات عظيمة فإن المخرج منها يسير، فلابد من التفاؤل والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فقد ورد في السنة أدعية كثيرة بوب لها أهل العلم بأدعية الكرب، ومنها: الإكثار من قول لاحول ولا قوة الا بالله، وقول حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم من قالها سبعا حين يصبح وحين يمسي إلا كفاه الله هم الدنيا والآخرة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2605.

وجانب آخر من الحل: عليكم الإكثار من الاستغفار؛ فقد تكون هناك ذنوب خفية لا تعلمون عنها، ولا ينبغي تزكية النفس، بل الخطأ والذنب وارد على كل أحد، قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" [ سورة الشورى اية ٣٠ ].

والنصيحة الأخيرة: من خلال التجربة، فالأسر تكثر عليهم المصائب والنكبات ولا تكاد تفارقهم، ولعل هذا له علاقة بسحر أو إصابة من عين حاسد وكانت لها تأثيرا على مجريات الحياة، وعليه ينبغي عليكم الإكثار من قراءة الرقية الشرعية، وكثرة الذكر، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وأبشروا بخير بإذن الله.

وفقكم الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات