أشعر بالانفصال عن مشاعري والواقع ولا يمكنني التأقلم، فما تفسير ذلك؟

0 190

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 25 عاما، مشكلتي قديمة ولكنها ازدادت في الفترة الأخيرة، أشعر دائما بأنني في حلم، وما أنا فيه ليس واقعيا، أشعر وكأن كل شيء من عالم الخيال، أنظر للناس وأسأل نفسي إن كانوا من الواقع أم لا؟ أستغرب من كلامهم وتفاعلهم، لأنني في حلم دائم، لدي مشاعر لا أقدر على وصفها، مثل ما يدور بداخلي، أشعر وكأنني أطير أو أن روحي في مكان وجسدي في مكان آخر، لا أستوعب الحياة، وعقلي فارغ، لا يمكنني الكلام أو الضحك، فقدت رغبتي في كل شيء، كل مشاعري وأفعالي تمثيل وليست حقيقة لأنني لا أشعر بشيء.

لدي إحساس داخلي خاطئ لا أستطيع وصفه، كأن جسمي بعيد وروحي تطالع الناس ولا تستوعبهم، أو كأنني كاميرا وأسجل ما يحصل حولي، لا أستطيع الحياة والإحساس والتفاعل، لا أستطيع أن أقتنع بأنني موجودة في الحياة.

عذرا على الإطالة وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما وصفته أقرب إلى أعراض اضطراب الأنية، وهو انفصال الشخص عن مشاعره وعن واقعه وعمن حوله، ويشعر كأنه يراق بنفسه، أو منفصل عنها، وهذا أقرب وصف لاضطراب الأنية، ولو أن بعض الأعراض التي ذكرتها قد تكون أعراض قلق وتوتر، ولكن أقرب شيء لحالتك هو اضطراب الأنية، والاضطراب الأنية فيه عرض الأنية فقط ولا يكون مصاحبا بأعراض أخرى للقلق وللتوتر.

واضطراب الأنية -أختي الكريمة- ليس له علاج للأسف، وفيما أعتقد علاجه في التجاهل، يجب تجاهل هذه الأحاسيس والمشاعر بقدر المستطاع، ومواصلة الحياة، وبعد فترة سوف تختفي تلقائيا، عليك تجاهلها والانشغال عنها، لا الانشغال بها، بممارسة هوايات، بالانغماس والانشغال في عمل ما، في الوظيفة، في شؤون البيت، بالقراءة والاطلاع، بالمواصلة والجلوس مع الأسرة، مع الصديقات والزميلات، بالالتحاق بمراكز تحفيظ للقرآن الكريم، بالذكر وبالدعاء، وتدريجيا سوف تختفي هذه الأعراض -إن شاء الله-، وسترجعين إلى حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات