أختي عمرها 37 سنة ولم يتقدم لها أحد.. هل هي محسودة؟

0 167

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم على موقعكم الأكثر من رائع، وعلى جهودكم المبذولة لتقديم النصح والمشورة لنا، جعلها الله في موازين حسناتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، لم أتزوج بعد، عندي أخت تبلغ من العمر 37 سنة ولم تتزوج بعد، ولم يتقدم لها أي خطيب أبدا، مع أنها بنت مؤدبة وذات أخلاق عالية، ولا ينقصها شيء.

أحيانا أشك بأنها محسودة أو أصابتها عين أو سحر منعها من الزواج، علما أنها عملت حصصا في الرقية الشرعية، وهي محافظة على صلواتها والنوافل ودائمة الدعاء.

أرجو أن أجد عندكم الحل المناسب لهذه المشكلة، وأسألكم الدعاء لي ولأختي بالستر والمغفرة والزوج الصالح.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tifawin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول: الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله وقدره كما تسير كل مجريات هذا الكون الفسيح، ولا يتخلف عن قضاء الله وقدره شيء، يقول تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.

زواجك وزواج أختك سيأتي في الوقت الذي قدره الله تعالى، وبالشخص الذي كتبه أن يكون من نصيبك أو نصيبها.

لا ينبغي أن تعلقي كل شيء بالحسد والعين والسحر، فتلك أمور ظنية، ولكن لا بأس من أن ترقي نفسها صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية، أو أن تبحثوا عن راق أمين وثقة ليشخص حالتها، فإن تبين أنها مصابة بشيء من ذلك، فعليها أن تستمر في الرقية حتى تشفى بإذن الله تعالى.

هنالك من الرجال والنساء من كتب الله لهم ألا يتزوجوا، وذلك خير لهم مما لو تزوجوا وإن كانت النفس تهوى وتتمنى وأقدار الله كلها خير للإنسان.

أنصحكما أن توثقا صلتكما بالله تعالى، وأن تجتهدا في تقوية إيمانكما من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة، ومنها أن ترزقا بالأزواج الصالحين والأبناء والسعادة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

أكثرا من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث الصحيح (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

عليكما أن تكونا راضيتين بقضاء الله وقدره، وحذار من التسخط فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).

الاستقامة على أمر الله، والبعد عن المعاصي من أسباب جلب الرزق، كما أن الوقوع في أي معصية من أسباب الحرمان، ففي الحديث: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك وأختك بزوجين صالحين يسعدانكما في هذه الحياة، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات