مشاعر الحنين تراودني بعد فسخ خطوبتي فكيف أتغلب عليها؟

0 152

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد طرح مشكلتي، خطبني ابن عمي منذ سنتين، وتمت الموافقة، وبعد شهر من الخطبة سافر إلى بلد ثان لإكمال تعليمه، واستمرت خطوبتنا ومحادثاتنا عبر الإنترنت، وبعد فترة بدأت الخلافات بيننا، واستمرت خلافاتنا لفترة طويلة بسبب مماطلته بالعودة لإتمام الزواج.

بعد سنتين عاد للوطن، وتم فسخ الخطبة بموافقتي، وكنت مصرة على ذلك، فهو لم يتمسك بي، ولأنه غير جاهز للزواج، لم يعترض ابن عمي على شيء وتم فسخ الخطبة.

بعد شهرين تقدم لي رجل آخر، وتمت الموافقة، وظننت أن فترة الشهرين فترة كافية لكي أنسى ابن عمي، لكنني سرعان ما أتذكره، وأتذكر مواقفه معي، وأحيانا أشعر بالحنين له، ولكن الرجوع له مستحيل، وبحكم صلة القرابة التي تجمعنا فأنا مضطرة لرؤيته بالمناسبات العائلية.

أريد نسيان خطيبي السابق، وأن أعيش بشكل طبيعي مع خطيبي الحالي، وأريد أن أرتاح من التعب النفسي، من جهة أخرى لماذا شرع الله لنا صلاة الاستخارة ليرشدنا للصواب والصلاح لنا، فلماذا حينما استخرت الله في خطوبتي الأولى، حدث ما كان وتم فسخها بالنهاية، أريد أن لا يتزعزع إيماني وثقتي بالله، فأنا أؤمن أن هذا قدر الله.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -أختي العزيزة-: وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلا الله تعالى أن يفرج همك ويرزقك الزوج الصالح والحياة السعيدة، ويثبتنا وإياك على الدين، ويهدينا صراطه المستقيم.

بخصوص حنينك إلى الخطيب السابق, فمن الطبيعي أن تشعر الكثير من الفتيات في الكثير من الأحيان بالميل العاطفي تجاه خطيبها السابق، لما سبق بينكما من نوع علاقة وصلة عاطفية, إلا أنك ما دمت قد قررت فسخ الخطبة, وتمت بموافقتك وقناعتك العقلية, فلا بد من تغليب لغة العقل على لغة العاطفة, مما يستلزم منك ضرورة الحرص على مجاهدة النفس في نسيانه, واعتباره من الماضي, والاستفادة من هذه التجربة فيما يعود عليك بالخير, لا سيما وكونه أجنبيا عنك, وقد خطبت -بفضل الله- رجلا غيره.

وأما بخصوص صلاة الاستخارة, فهي سبب شرعي لتحصيل ما يختاره الله لعبده, وهذا السبب يستلزم في تحصيله بمشيئة الله تعالى وتوفيقه أولا, ثم رضا النفس وطمأنينتها ثانيا, فلعل الله تعالى قد اختار لك بفسخك لخطبة الخاطب الأول ما فيه الخير لك في عاجل أمرك وأجله, وفي دينك ودنياك, ذلك أن من دعاء الاستخارة قولك: (فيسره لي, واصرفه عني, واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به), ففيه تيسير الله لما يحبه لك, وصرف عنك مالا يحبه, وفيه تقديره الخير لك ورضاك به كما هو واضح.

أوصيك بحسن الظن بالله تعالى, وتعزيز الثقة بالنفس, والإيمان بالقدر خيره وشره, والرضا بالقضاء, والصبر على البلاء, والشكر للنعماء, واستحضار الثواب يوم الجزاء, وتأملي قوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}, وفي الحديث: (احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده أمامك...)، [رواه أحمد والترمذي وهو صحيح], وروى مسلم في صحيحه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز, ولا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا كان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل, فإن (لو) تفتح عمل الشيطان).

والمهم أن تكوني على قناعة بخطيبك الجديد, حيث يلزم منك السؤال عن دينه وخلقه وأمانته, وحرصه على الزواج منك من غير تلاعب وتأخير من غير مبرر شرعي أو عقلي.

وأوصيك بلزوم الدعاء لله تعالى, وصلاة الاستخارة, ولزوم الذكر والطاعة وقراءة القرآن, لتحصيل عون وتوفيق الرحمن, والراحة والاطمئنان, وطرد وساوس النفس والهوى والشيطان.

أسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد والثبات والهدى والرشاد وسعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات