لم أجد عملا ولم أتزوج حتى الآن ومزاجي متقلب وأعق أبي، فما نصيحتكم؟

0 188

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما ضاقت بي نفسي لجأت إلى هذا الموقع الممتاز، أشكر كل المساهمين فيه فكلماتكم تريحنا.

مشكلتي: أني عاقة لأبي، أنا فتاة أبلغ من العمر 29 سنة، بدون عمل ولا زواج، هذا سبب لتقلب مزاجي المستمر، وأظن أني أفرغ هذا التعب النفسي في أبي، أتعارك معه يوميا وأتكلم فيه وراء ظهره، لكن تصرفاته معي تشجعني أكثر؛ لأنه يميز علي أختي التي تكبرني بسنتين، وتشتغل بمرتب ممتاز، يحترمها ويدللها ويخاف عليها!

أصبحت متعبة كثيرا، تصرفاته تستفزني ولا أستطيع الصمت، أنفجر بالصراخ وأقول أشياء أندم عليها، ضميري غير مرتاح، أمي متفقة معي وتلاحظ أيضا تمييز أبي الواضح، يحسسني بأني عالة عليه في البيت، رغم أن مرتبه جيد.

الآن أبي وأمي متقاعدان، وأنا الوحيدة التي أقضي نهاري المتعب معهم، أيام كلها مشاكل تافهة وصراخ وضجيج.

أحمد الله على نعمة الوالدين وعلى النعم التي لا تحصى، وأدعو لهما يوميا في صلاتي ولا أستطيع العيش من دونهما، لكني تعبت كثيرا.

أرجوكم أنصحوني، ماذا أفعل؟ وأدعو لي بعمل كريم وزوج صالح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ houda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد أمرنا الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما وقرن الإحسان إليهما بتوحيده وعبادته، فقال سبحانه: (وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ۖ وبالوالدين إحسانا)، والإحسان للوالدين إحسان مطلق مهما فعل الوالد، فانظري كيف أمر ببرهما ولو كانا كافرين، فقال: (وإن جاهداك علىٰ أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ۖ وصاحبهما في الدنيا معروفا ۖ).

واضح أن تمييز والدك لأختك بسبب أنها تعمل وتعطيه من راتبها، لكنك تستطيعين -بإذن الله تعالى- أن تتفوقي على أختك من خلال التفاني في خدمته والتذلل بين يديه والإحسان في استقباله وتوديعه والاعتناء بمظهره والتملق له بالكلمات التي تثير عاطفته الأبوية.

ينبغي أن تكون أعصابك هادئة وألا تستفزك كلماته وأفعاله، فلست محاسبة على ذلك بل أنت ستحاسبين على تصرفاتك تجاهه.

على أمك أن تجلس مع والدك وتبصره بهذا الخطأ الكبير؛ لأنه قد يتسبب في تكوين العداوة بينك وبين أختك، وعليه أن يوقن أن الرزق بيد الله تعالى فقد تتوظف هذه ولا تتوظف الأخرى، وعليه أن ينظر من حوله فكثير من الرجال لم يجدوا عملا فضلا عن النساء.

اقتربي من والدك أكثر وإن حاول إبعادك، وتفاني في ترتيب المنزل وأثاثه ونظافته، وتفنني في طهي الطعام الذي يحبه حينها سيعرف والدك قدرك.

الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، وسيأتيك رزقك في الوقت وبالشخص الذي قدر الله أن يكون زوجا لك فلا تستعجلي ولا تيأسي.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعلى وأنت ساجد وسلي الله تعالى ما تشائين من خيري الدنيا والأخرى.

أكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أنصحك بالالتحاق بمركز لتحفيظ القرآن الكريم، ففيه ستتعرفين على صديقات صالحات وتحفظين ما تيسر من كتاب الله تعالى، ولعلهن يكن عونا لك على البحث عن زوج صالح -بإذن الله-.

أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

ونسأل الله أن ييسر لك عملا حلالا، وزوجا صالحا عن قريب.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات