السؤال
السلام عليكم.
أنا أذنبت قبل حوالي 10 شهور ذنبا وتبت منه ولله الحمد، لكن علم أحد أفراد أسرتي بهذا الذنب ولمح لي بذلك، وسيأتي في الإجازة، ولا أعلم ماذا أفعل، وهو ليس على هدى، فهو لا يصلي، فقلت في نفسي أن هذا عقاب من الله وأني أستحق ذلك، فهل هذا عقاب أم ابتلاء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة سعودية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئا لك بالتوبة وأبشري فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فسبحان غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب.
وأرجو أن تسألي الله أن يصرف عنك كيد الخائنين وإساءة المجرمين، ولن تضرك معرفة ذلك الرجل إذا ظهرت لأهلك بوادر الطاعة والإنابة لله.
ولست أدري ما هو نوع الخطأ الذي وقعت فيه؟ ولا طبيعة الخطوة التي يمكن أن يقوم بها ذلك القريب العاصي لله، ولكن الفتاة قريبة من أمها وهي خير من يتفهم ما يضايقها فكوني على صلة بوالدتك لتجدي عندها الحماية والأمان، ولا بأس من مصارحتها إذا لزم الأمر، ولا تستسلمي لتهديدات ذلك الرجل الذي لا يصلي ولا يخاف الله، وثقي بأن الله يدافع عن الذين آمنوا، فكوني مع الله وتوكلي عليه ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه))[الطلاق:3].
وعليك بالصبر فإن المسلم ما أعطي عطاء خيرا ولا أوسع من الصبر. وعقاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وعجبا لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
وهذا لون من الابتلاء وعظم الجزاء مع عظم البلاء، فاحرصي على طاعة الله ولا تعودي للخطأ مهما كانت الأسباب فإن من علامات التوبة الصادقة العزم على عدم العودة للذنب والندم على ما مضى والإكثار من الحسنات الماحية للذنوب قال تعالى: ((إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين))[هود:114].
والله ولي التوفيق والسداد.