الغيرة تدفعني للشك في زوجي والتحقيق معه في اتصالاته، فما نصيحتكم؟

0 46

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ..

أنا فتاة حديثة الزواج، أغار على زوجي، وأشك فيه أحيانا، وأقوم بتفتيش جواله، وأعرف من المتصل إن كانت فتاة أو غيرها، وكم دامت فترة المكالمة، وأحيانا نتشاجر، ويتهمني بسوء السلوك وعدم الثقة.

البارحة لمحته في السيارة يكلم شخصا، وأردت معرفة من المتصل، لكني لم أجد الرقم؛ لأنه قام بمسحه قبل دخوله البيت، فسألته هل كنت تكلم صديقك، فأجابني لا، وأكتفى بأني أعاني من الشك دون أدلة، وهذا الوضع يقلقني كثيرا لأني أريد معرفة من كان المتصل، وإن كان شخصا عاديا لم مسح رقمه من القائمة؟ ولا أستطيع سؤاله؛ لأني لا أريد الشجار معه.

علما أنه حريص جدا على خصوصياتي، ولا يتدخل في شؤوني، ولا يمسك بجوالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - أختنا الكريمة - في موقعك إسلام ويب، وردا على استشارتك نقول:

كونك زوجة لهذا الرجل لا يعني أنه لا توجد له خصوصياته التي لا يحب أن يطلع عليها أحد، فمهما كانت ثقته بك أو ثقتك به، فسوف يبقى لكل شخص منكما خصوصياته التي لا يحب أن يطلع عليها أحد.

لا ينبغي أن تفتشي هاتفه بحال من الأحوال، ولا أن تشكي فيه، لأن ذلك باب من أبواب الشيطان يريد أن يفسد عليك حياتك ويهدم بيتك. ماذا لو كان هو الذي يتعامل معك بنفس طريقتك ويشك فيك وفي تصرفاتك؛ هل كنت ستسكتين أم أنك ستقيمين الدنيا ولا تقعديها؟

الأصل في التعامل بين الزوجين الثقة المتبادلة، فكما أنه يثق بك ولا يفتش جهازك، ولا يشك فيك؛ فينبغي أن تتعاملي معه بنفس الطريقة، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم كلما حاول أن يوسوس لك، واتركي لزوجك الحرية في التحدث والاتصال والدخول والخروج، فأنت لك الظاهر والله يتولى السرائر.

أنصحك أن تعتذري من زوجك على تصرفاتك في الفترة الماضية، وأن تبيني له أن تصرفك ذلك إنما كان من باب الغيرة عليه، وتبين لي أنها غيرة زائدة، وأن ذلك يؤدي إلى تدمير حياتي، فقررت أن أتعامل معك بثقة مطلقة.

كوني واثقة بنفسك؛ فإن الشكوك والظنون التي تؤذي الزوج قد تتسبب في نفوره منك، وتغرس في قلبه أن عندك عقدة نقص، ولذلك تتعاملين معه بهذه الطريقة، وقد تتسبب في حدوث فراق وطلاق.

المرأة الواثقة من نفسها هي التي تجتهد في أسر قلب زوجها، وتجعله لا يلتفت لغيرها، وذلك بإظهار محاسنها ومفاتنها لزوجها، وتشبع عاطفته وغريزته، وتجتهد في إسعاده في حياته كلها.

أحسني استقبال زوجك بالكلام العاطفي الذي يلفت نظره نحوك، ويشعره بالسعادة، ويذهب عنه عناء العمل، وليس بالتحقيق معه وتفتيش هاتفه وتحميله هما فوق همه.

أحسني توديعه في حال خروجه، ولا بأس أن تذكريه بالله وتحثيه على تقواه بأسلوب حسن لا يشعره بالتعالي والاتهام، وإنما يشعره بالحب والشفقة والرحمة، وفرق بين الأسلوبين.

تفنني في طهي ما يشتهي من الطعام، ونوعي له الأطباق، فذلك مما يحبب المرأة عند زوجها، وكوني دوما بأحسن وأبهى حلة، واعتني بنظافة البيت وحسن ترتيبه، من أجل أن يكون جاذبا بالنسبة له، ويحببه في البقاء فيه، وإن خرج سرعان ما يأوي إليه.

ابقي على تواصل مع زوجك في الأوقات التي يسمح لك فيها، سواء في وقت العمل، أو حال خروجه، كي تشبعي عاطفته بالكلام العاطفي، ولا تنسي الرسائل النصية عبر الوسائل المتاحة، وإياك أن تضجريه، بل إن شعرت بتضجره فاكتفي بما تيسر.

هذه نصيحة والد لابنته، ونحن على يقين - إن شاء الله - أنك ستكونين عند حسن الظن، وستجعلين الشيطان يخسأ، وستكسبين زوجك، وتدوسين تلك الشكوك تحت قدمك، بإذن الله تعالى.

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات