بعد سهرة مع زوجي فجأة بدأت بالصراخ وشعرت بخوف واشمئزاز!!

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاه أبلغ من العمر 20 عاما، ومتزوجة منذ عام تقريبا.

بعد الصلاة العشاء خرج زوجي وبدأت بالتحضير لسهرة معه، فأشعلت الشموع في البيت، علما أن الكهرباء كانت مقطوعة، وبدأت بالتزين، وجاء زوجي وكنت قد شغلت إحدى الأغاني حتى تناسب السهرة، والنفس أمارة بالسوء. تناولنا العشاء، وعند دخولي لغرفة النوم بدأت فجأة بالصراخ والبكاء، وشعرت بخوف شديد من النظر للمرآة والزوايا المظلمة في الغرفة، وشعرت ببعض الاشمئزاز المفاجئ، وبدأت أقول أشياء غريبة، وهذه المرة الأولى في حياتي التي يحدث لي فيها شيء كهذا، وخرجنا من البيت، وذهبنا لبيت عمي، وهدأت بعدما قرؤوا علي القرآن.

أشعر حاليا أني بخير، لكني خائفة على نفسي مما حدث، علما أني حامل، وأريد تفسيرا لما جرى لي، وأحتاج بعض الأدعية التي أتحصن بها، مع العلم أني محافظة على صلاتي وعبادتي بشكل جيد، وكثيرا أشغل القرآن في المنزل، فما هو تفسير ما حدث لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك مع موقع إسلام ويب؛ ونسأل الله يصلح شأنك.

بداية يجب أن تعلمي أن البيوت حتى تكون مستقرة؛ لا بد أن تكون عامرة بذكر الله وقراءة القرآن والمحافظة على الصلاة؛ وإذا وجدت بعض المعاصي ومنها سماع الأغاني فإن هذا مؤذن بتسلط الشياطين على البيت؛ قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمٰن نقيض له شيطانا فهو له قرين}.

ولا ينبغي أن يكون في البيت سماع الأغاني؛ ولا ينبغي السهر عليها؛ وأنت لعلك تدركين خطر الأغاني؛ ولكن من باب التذكير والتأكيد على حرمة سماع الأغاني نسوق لك بعض الأدلة، منها قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} ولهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله فسره ابن عباس -رضي الله عنه بقوله (هو الباطل والغناء)، وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- : (الغناء والله الذي لا إله إلا هو).

وقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} وصوت الشيطان قال عنه مجاهد بن جبر رحمه الله هو اللهو والغناء.

وقال تعالى: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون} ورد عن ابن عباس: "السمود لغة يمانية يعني الغناء، يقال: اسمدي لنا، أي غني لنا.

وقال (ﷺ): (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف) رواه البخاري معلقا. ووصله غيره وهو صحيح. والشاهد من الحديث أن الرسول (ﷺ) حذر من قوم يستحلون ما حرم الله؛ وذكر منها المعازف؛ وهي الآلات التي تستخدم في الغناء.

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (ﷺ): (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة) [رواه البزار، وصححه الألباني في صحيح الجامع].

ومن العقوبات التي يخشى أن تنزل فيمن يشتغل بالغناء ما جاء في الحديث، قال رسول الله (ﷺ): (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر) [رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع].

وهذه العقوبات من الخسف بالأرض والقذف بالحجارة ونحوها من السماء؛ والمسخ إلى صور الحيوانات والبهائم؛ تدل على ارتكاب كبائر من الإثم؛ فلذلك عليك الحذر من سماع الاغاني من الآن فصاعدا لما فيها من الضرر في الدين والدنيا والآخرة.

أمر آخر مهم: بما أن الله عافاك ولم يحصل لك أذى؛ فتفسير ما جرى أن الشياطين تحضر مع سماع الأغاني، وكاد أن يحصل لك ضرر؛ ولكن الله سلم؛ ولكن لا داعي للخوف والقلق؛ وعليك بالاستمرار على ما أنت عليه من الطاعات والقربات وقراءة القرآن الكريم؛ و-بإذن الله- لن يكون في بيتك إلا كل خير.

أما الأذكار التي يمكن أن تحصنك من شر الشيطان الرجيم؛ فعليك بالمحافظة على قراءة أذكار الصباح والمساء؛ وقراءة سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة؛ وقراءة المعوذات؛ وعليك ملازمة ذكر الله؛ وقول "بسم الله" على كل شيء عند الأكل والنوم، وعند دخول المنزل والخروج منه؛ ونحو ذلك، وهناك كتيب صغير يسمى (حصن المسلم) للشيخ سعيد بن وهف القحطاني، جمع فيه أذكار الصباح والمساء وغيرها من الأذكار، وهو موجود على الإنترنت يمكنك تصفحه، وأيضا موجود في شكل تطبيق على الهاتف.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات