السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد كل حادثة أتعرض لها، وبعد كل شيء غير جيد يحصل لي، كالمرض وغيره أراجع أعمالي التي قمت بها، فربما ارتكبت ذنبا وكان السبب بذلك، وفي الغالب أجد ذنبا من الذنوب، وأحيانا لا أجد أي ذنب فعلته قبل الحادث، فهل الأمر خطير ويدل على الغفلة، أم ليس من الضروري معرفة لماذا أصابني الله بهذا؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقع إسلام ويب للاستشارات، ونسأل الله لك السعادة والتوفيق.
أما الجواب على ما ذكرت، فشعور المؤمنة بأن ما يقع عليها من مصائب أنه بسبب الذنوب، هذا الشعور يدل على قوة الإيمان بالله، قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، [سورة الشورى، آية ٣٠]، والمصائب التي تنزل تكون سببا -بإذن الله- في محو الخطايا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، (فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)، [رواه البخاري].
فإذا احتسبت ما يقع من البلاء وصبرت، فإن تلك الابتلاءات تكون مكفرة للذنوب، فإذا استغفرت وتبت إلى الله، فإن هذا أيضا زيادة في رفع الآثام، ونوصيك بالاستمرار على هذا، فقد وقع أحد السلف من على دابته وسقط إلى الله، فقال هذا بذنبي، اللهم اغفر لي.
وأما قولك: (أحيانا لا أجد ذنبا معينا فعلته قبل الحادث، هل هذا الأمر خطير ويدل على الغفلة، أم ليس من الضروري معرفة لماذا أصابني الله بهذا؟)، والجواب عن هذا، أن هذا لا يدل على الغفلة، بل الشعور بالذنب وأنه سبب لنزول البلاء دليل على اليقظة والتذكر، ولكن ينبغي أن يعلم أن الإنسان قد يجهل بعض ذنوبه ولا يعلمها، ولذلك فقد كان من دعائه -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني إنك أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت)، [رواه أبو داود].
ولهذا عليك التوبة من جميع الذنوب مما علمت به وما لم تعلمي.
وفقك الله لمرضاته.