مغترب من أجل الدراسة، وأشعر بالاكتئاب والحنين لأهلي، فماذا أفعل؟

0 89

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالب في السنة الأولى في أمريكا بعد أول شهر دراسي أصابني اكتئاب وأريد العودة إلى بلدي بشدة، ولكن أهلي رافضين بشدة، ثم بعدها تحسنت، ولكن للأسف بعدها بفترة أصابني خراج، واضطررت لإجراء عملية بعد العملية، وأصابني اكتئاب أشد، وضيق، واشتياق لأحضان الأهل وضحك الأصدقاء، وبصراحة فكرت أحيانا في الانتحار، أو إصابة نفسي فقط للعودة لبلدي، برأيكم ما الحل يا إخواني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب في أمريكا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، الذي حدث لك نسميه بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التوائم، والشوق للأوطان والارتباط بها هي ظاهرة معروفة جدا، بعض الناس حتى إذا ذهبوا إلى بلدانا هي في ظاهرها أجمل من بلادهم والحياة فيها أسهل بكثير تجدهم لا يقدرون على التكيف، ويأتيهم الشوق الشديد للرجوع إلى بلادهم، هذه ظاهرة معروفة، لكن الحمد لله تعالى معظم الناس يحدث لهم تكيف في خلال فترة ما بين 3 إلى 6 أشهر، أنا أعتقد أنك مررت بنفس هذه الظاهرة وتحسنت الأمور لديك كثيرا، لكن أتت علة الإصابة بالخراج وما تبعه من عمليات متكررة هذا أدى مرة أخرى إلى حدوث هشاشة نفسية جعل الحنين يعاودك للرجوع.

وأصبحت منطلقا في هذه الفكر دون النظر للفوائد التي سوف تجنيها وأنت في أمريكا من حيث الحصول على العلم وتحقيق الدرجات العليا وأن تحقق أمنيات أهلك، الآن أيها الفاضل الكريم ما الذي يدعوك إلى الكلام عن الانتحار أو التفكير في الانتحار.

أنت لست في مصيبة، ورحمة الله واسعة، وأنت أتيحت لك هذه الفرصة العظيمة، وهذه الفرصة الكبيرة من أجل أن تحصل على العلم، ثم تعود ظافرا وناجحا وموفقا لأهلك، الأمر ليس بهذه الضبابية وليس بهذه الظلامية، أنت بخير، اجلس مع نفسك، وتأمل في هذا الذي يحدث لك، هو مجرد نوع من التشوق، وهذه الظاهرة الآن قلت كثيرا بعد أن تحسنت ظروف التواصل ما بين الناس وما بين الدول، اجلس وتوكل على الله، واسأل الله أن يحفظك وأن يجعلك من الناجحين، وتواصل مع أهلك بقدر ما هو مستطاع، وفي ذات الوقت حاول أن تبني علاقات اجتماعية جيدة في محيطك الدراسي مع من تعرف ومع من لا تعرف من الصالحين من الناس، ووزع وقتك بصورة جيدة، احرص على صلواتك، استعن بالذكر وبالصلاة.

أنا لا أتفق معك أبدا في هذه الانفعالات السلبية، وأنا متأكد أنك بعد أن تراجع نفسك سوف تأتيك الثقة في نفسك، وسوف تجد قرار الاندفاع للرجوع إلى البلد ليس قرارا صحيحا، وكم من ندموا ندما عظيما بعد أن رجعوا إلى بلدانهم وأضاعوا على أنفسهم فرصة العلم والتعلم في أماكن جيدة، فأرجو أن تراجع نفسك وأن تستقر كما أنت.

وموضوع العمليات هذا موضوع بسيط إن شاء الله تعالى، ربما يكون لديك شيء من الناسور أو نوع من الخراج المتكرر، وهذا في نهاية الأمر سوف ينتهي، واستقرارك النفسي أنا متأكد سوف يساعد كثيرا في التئام الجروح التي تسببها العمليات، ولن يتكون لديك خراج إن شاء الله بعد ذلك.

اهدأ وراجع نفسك، واستعين بالله، واستقر حيثما أنت، ولا أراك محتاجا للعلاج الدوائي.

ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الاستشارات التالية حول تحريم الانتحار والتفكير فيه: 262983 - 110695 - 262353 - 230518.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات