السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك موضوع يضايقني، ويؤثر علي، وهو أني عندما أرى شخصا مبتلى أقول في داخلي "أحسن" وهذا فوق قدرتي، وأكون كارهة لذلك وأحاول الامتناع عن قولها، ولكن تتكرر، أتوب بعدها وأعزم الأمر أني لن أعيدها مرة أخرى، ولكن تتكرر وتحدث فوق إرادتي، وأخاف أن ربي يبتليني وأحس بذنب عظيم، ماذا أفعل؟
وهل أحاسب على كل الذي أقوله رغم أني أندم ويكون فوق إرادتي وأتوب وأستغفر الله في كل مرة؟ علما أني لا أجهر القول بها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فمن صفات المؤمن، ومن كمال إيمانه أنه يحب لأخيه ما يحبه لنفسه كما قال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير)، فينبغي أن تصلحي من نفسك وتجاهديها في هذا الجانب، وأن تعودي نفسك على الدعاء لمن بلغك عنه أنه حصل على خير أو أصيب بمكروه.
مع مجاهدة النفس ستجتازين هذا الأمر بإذن الله تعالى كما قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ۚ وإن الله لمع المحسنين).
ما تجدينه في نفسك من الرضا إنما هو من حديث النفس الذي لا يحاسب عليه المرء، والذي عفا الله عنه طالما ولم تتلفظي بذلك الكلام يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم).
واضح من خلال استشارتك أنك غير راضية عن هذه الخواطر النفسية؛ ولذلك لا تقلقي فإن ذلك معفو عنه بإذن الله تعالى.
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم في ورود مثل هذا الحديث النفسي، فإن للشيطان مداخل كثيرة على الإنسان لإفساد قلبه وإضعاف إيمانه.
وثقي صلتك بالله واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من العمل الصالح؛ فقوة الإيمان تولد في النفس مخافة الله وحب الخير للآخرين.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يرزق حب الخير للغير، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.