السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة بكالوريا، وأستعد للاختبارات بعد العيد، مشكلتي أني لا أستطيع المذاكرة مهما حاولت، لم أدع طريقة إلا اتبعتها، أحاول أن أجهد نفسي لأجل نيل النجاح، لكني عندما أمسك الكتاب أسرح في خيالي، أو أبدأ بالرسم على الكتاب.
لا أعلم ماذا أفعل؟عاهدت الله أن أذاكر وأترك الأمر له؛ حتى ألزم نفسي بالدراسة، لكن بلا فائدة، علما أني أردد في نفسي العهد صباحا ومساء، لكني لا أستطيع المذاكرة، وهذا يدل على أني أخلف بوعدي لربي، وأصبح الوفاء بالوعد بالنسبة لي أهم حتى من نجاحي، لكن ما عساي أن أفعل؟
ساعدوني، أشعر بصراع داخلي أكاد أن أجن منه، وأريد أن أنفذ وعدي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويقدر لك الخير حيث كان.
أما بخصوص ما ورد في سؤالك من تخوف من الوعد المبرم، وخشية تستشعرينها من أن تكوني من الناقضات لعهد الله عز وجل، فنحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
1- الشعور يدل على قلب حي يخاف الله تعالى، فاحرصي أن تعمقي هذا الشعور بكثرة القراءة فيما يخص دينك، ومواصلة العبادة، ومراقبة النفس، فهذا هو طريق السلامة.
2- قال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، وهذا هو الذي أقلقك، ونحن هنا نبشرك بـأنك لست منافقة، والحديث هذا فيمن وعد وفي نيته أن يخلف، أو فيمن وعد وهو يقدر على الوفاء ولم يفعل، أما حالتك فأنت نويت وكنت صادقة وجاهدت نفسك، ولا زلت تجاهدين، ولذلك فأنت لست من هؤلاء -والحمد لله-.
وأما السرحان والرسم أثناء المذاكرة، فإننا ننصحك بما يلي:
1- لا تذهبي إلى المذاكرة وأنت مشتتة الذهن.
2- لا تعتمدي القراءة البصرية الصامتة؛ لأنها أداة السرحان، بل اعتمدي القراءة البصرية الناطقة المتضمنة للكتابة، فهذا هو أقصر طريق للانتباه.
3- قسمي الصفحة إلى إشكالات أو أسئلة، واكتبي السؤال واقرئي الجواب ثم بعد ذلك اكتبيه، وبذلك تكوني أبعد عن السرحان.
4- إذا ما شعرت بالتعب من مادة معينة فاستبدليها فورا بمادة أخرى، وإذا ما شعرت بالتعب من المذاكرة فتوقفي لفترة لا تقل عن عشرة دقائق، مارسي فيها أي هواية محببة إليك، ثم عودي مرة أخرى إلى القراءة بهمة وعزيمة.
5- يستحب أن تبدئي المذاكرة بالوضوء وشيء من الأذكار، فإن هذا حصن منه -إن شاء الله-.
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.