السؤال
السلام عليكم
عقدت على فتاة منذ سنة تقريبا، وزواجي بعد شهر، أدرس في الخارج، وقابلتها أسبوعا قبل أن أسافر.
أكلمها عن طريق البرامج الاجتماعية الواتسب، ولكني ألاحظ أنها تغضب بسرعة على أي شيء، ولا تكلمني إلا بعد يوم أو يومين.
قلت لها: لا أحب البنت التي تغضب بسرعة، قالت بقي شهر على الزواج بإمكانك أن تتراجع، وقالت: الحب ليس بالغصب.
لا يمكنني أن أتراجع، فقد دفعت وتم تحديد صالة الزواج، ودفعت مقدما، ولا يتم استرجاع المقدم في حال أني ألغيت ذلك.
شكلها لا يعجبني، ولكني وافقت عليها لأن عندها شهادة جامعية، وأهلها طيبون، ولكبر سني، وأنا أريد الزواج.
عملت النظرة الشرعية لكني لم أرها بالشكل الجيد، وأهلي يريدون مني الإجابة في يوم واحد، وبسبب ضغط الأهل الشديد وافقت وأنا حاليا نادم.
علما أني أحبها لكن أسلوبها جعلني أكرهها، وأنا حاليا أدرس دبلوم، وأهلي سيتكفلون بمصاريف الزواج.
لا أريد أن أغضب والدي أو يصيبه مكروه عندما أقول له: إني أريد أن أطلق، حيث سيخسر السمعة والأموال.
البنت عنيدة، لا تسمع كلامي، حيث أراها تمشي في الشارع من دون جواريب، وإذا دخلت في محلات تجارية تكشف وجهها.
قلت لها إذا تزوجنا أريد منك أن لا تفعلي ذلك، وهي تعاند، وأهلها سألوا عني قبل أن أخطب بنتهم ولا أريد أن أخيب ظنهم وظن أهلي.
هل أتزوجها أم أطلقها؟ وكيف أتعامل معها؟ وهل الطلاق هو الحل؟ لأني خائف أن أتزوجها وأنجب منها أولادا ثم أطلقها.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونسأل الله أن يبارك لك وأن يبارك عليك، وأن يجمع بينكما في الخير، وأن يلهمكما السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.
قلت، مع العلم أني أحبها، عبارة جميلة سنبنى عليها، ولا تنزعج من كرهك لها، لأنها سريعة الغضب، لأنه نفور مربوط بسبب سيزول بزواله، أو تمضي الحياة بتفادي أسبابه، أو بالتعايش معه بعد رؤية الإيجابيات.
النبى صلى الله عليه وسلم يعطينا ميزانا بقوله: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ولا يمكن للرجل أن يفوز بامرأة بلا عيوب، ولا يمكن أن تجد الفتاة شابا بلا نقائص، فنحن بشر والنقص يطاردنا.
طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
أرجو أن لا تنزعج من التوتر الذي غالبا ما يزيد مع اقتراب موعد العرس، وذلك لأنكم دخلتم مرحلة تقدم العقل، وتأخر العاطفة، وتزداد الهموم، وقد تأتي تدخلات من هنا وهناك، والرجل يده على صدره حتى تنجح مراسيم الزواج.
الفتاة مهمومة لأنها ستفارق أهلها، وتنتقل إلى بيت لم تألفه، وقرين لا تعرفه، ولكني أبشركم بأن جبل الهموم يذوب ويتلاشى في ليالي العمر، عندما تزول المسافات ويجد الزوج نفسه مع شريكة العمر.
مما يجلب الغضب والتوتر القيود والأوامر التي يطلقها الرجل من بعد، وقد تفتح أبواب التعليقات من المحيطين بالفتاة، فإذا أصبحت زوجتك عندك فاتفق معها على تفاصيل حياتكما وأشعرها بخوفك عليها لأمنها، وأكد لها حبك وغيرتك عليها، ثم اطلب منها ما تشاء من العمل بتوجه الإسلام.
اعلم أن الشيطان لا يريد لنا الحلال ولا الخير، والأمر كما قال ابن مسعود رضى الله عنه للشاب بعد حضور الوليمة: إن الحب من الرحمن وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم، فلنعامل عدونا بنقيض قصده، وعجل بطرد فكرة الطلاق التي لا تفرح سوى عدونا الشيطان.
تعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وفرحه في خراب البيوت، ولا تفعل ما يجلب غضب والديك وأهلك، ولا تفعل مع بنت الناس ما لا ترضاه لأختك، ولا تقف عند قولها لك اتخذ قرارك، واحرص على أن يكون القرار هو إكمال المراسيم، وأمسك عليك زوجك واتق الله.
تذكر وصية النبي بالنساء، قال عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بالنساء خيرا)، وكن في بيتك ضحاكا بساما تدخل السرور على أهلك تأسيا برسولنا صلى الله عليه وسلم، وركز على الإيجابيات واستعن برب الأرض والسموات.
تواصل مع موقعك لتأخذ الإرشادات، واعلم أن الوفاق التام يحتاج لبعض الوقت، وكونوا عونا لبعضكم على طاعة الله وفعل الخيرات، قال تعالى: (وأصلحنا له زوجه) ماذا كانوا يفعلون؟ قال سبحانه: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين).
بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في الخير وعلى الخير.