الأدوية النفسية هل تسبب العقم؟

0 134

السؤال

السلام عليكم.

امرأة، أبلغ من العمر 25 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف، حملت في الشهر الثاني من الزواج، وتم إسقاطه بعد شهر، ذهبت إلى الدكتورة للتأكد من أن الإجهاض لا يعود إلى أسباب مرضية، وبعد التحاليل الشاملة وصورة الرحم والمبايض والقنوات، اتضح أن كل شيء سليم -والحمد الله-، فطلبت من الدكتورة منشطات التبويض لتسريع عملية الحمل، أو الحصول على حمل بتوأم، ولكن بعد أخذ دواء (سيرب فار) لأسبوع واحد فقط أصبت بتكيس جراء عمل زائد للمبيض، ولكن الدورة أصبحت تنزل علي شهريا، ولكن كل 23 يوما مع ألم غير محتمل في المبايض وألم أسفل الظهر.

ذهبت لمتابعة التبويض لمدة أربعة أشهر، وكان هناك بويضة طبيعية في كل شهر بدون علاج رغم وجود التكيس، والدكتورة رفضت إعطائي الدواء لعلاج العمل الزائد لتبويض، وقالت سيعود لطبيعته لوحده، ووصفت لي الفيتامينات.

وفي الشهر الخامس شعرت أن الدورة انتظمت -والحمد الله-، وأصبحت تنزل كل 28 يوما كما كانت، والآلام المصاحبة تراجعت، ولأن بعد هذا التعب والضغط النفسي الذي مررت به أصبحت لدي وساوس من الحمل بأنه سيسقط مرة أخرى، ولن أقدر على الحمل، وتحولت المخاوف إلى نوبات الهلع والفزع يوميا، وكرهت الحياة الاجتماعية مع إحساس بذنوب بفقدان الجنين الأول، وتدهور الصحة الإنجابية عندي، وأصبح لدي ألم متواصل في المعدة، ووخز متواصل أيضا على الجانب الأيسر تحت الأضلاع، ووخز وتنميل في القلب، فزرت الطبيب النفسي، ووصف لي (serval 50mg) حبة في وجبة الغداء lysanxia 10 نصف حبة في كل ليلة، وبعد الاطلاع على نشرة الدواء اتضح لي أن مضاعفات هذه الأدوية الأخيرة تسبب عجز جنسي، أو قد تسبب نزيفا مهبليا، أي خلل في الدورة الشهرية، أي قد توثر على الإنجاب.

أسئلتي:-
هل استعمال مضادات الاكتتاب والفزع تسبب العقم؟ وهل هذه الأدوية تقضي على الفزع والخوف والوساوس إلى الأبد بعد انتهاء مدة العلاج، أم تعود بعد توقف عن دواء؟ وهل نوبات الفزع إن لم تعالج تسبب أمراض عضوية أخرى مثل ضغط الدم والسكري؟ وهل استعمال هذه الأدوية تسبب العقم على مدى الحياة؟ وهل استعمال التنشيط يسبب لي التكيس ويختفي بعد مدة ثم يعود المبيض كما كان في السابق؟ أم ستتدهور الحالة بعد استعمال أدوية الاكتتاب بعد إن بدأ الوضع في الاستقرار؟

ولكم جزيل الشكر، وعفوا على الإطالة، ولكن ثقتي فيكم كبيرة، وقد اشتد بي الخوف أن أفقد حلم الأمومة أو أعيش في قلق دائما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلة بعض السيدات أنها تأخذ مسألة تأخر الحمل في صورة تحد إذا لم يحدث الحمل منذ الشهر الأول، وتبدأ في البحث عن وسائل للإنجاب رغم أن الوضع الطبيعي أن ثلاث سيدات من كل عشر يحملن في الشهر الأول، وكلما مر الوقت كلما زادت فرص الحمل، ولا يصح البحث عن وسائل للإنجاب قبل مرور عدة شهور إلى عام كامل على الزواج المنتظم.

ومن النادر أن يؤدي تناول الحبوب المنشطة للمبايض إلى مشاكل صحية مثل التكيس، والغالب أن التكيس موجود قبل تناول تلك الحبوب، والأمر يحتاج فقط إلى هدوء أعصاب وحسن التفكير؛ حتى يتم تجاوز تلك المشكلة، والسيطرة على الوزن في المرحلة القادمة يمثل جزء كبيرا من العلاج.

وتناول حبوب منع الحمل مهم في هذه المرحلة لوقف التكيس، ولعلاج الأكياس الوظيفية التي تتكون في المبايض والتي تؤدي إلى الألم على جانبي الرحم، ولحين علاج نوبات الهلع والتوتر والقلق والوسوسة وتناول العلاج النفسي من حبوب serval 50mg والاسم العلمي لها هو Sertraline مهم جدا، لذلك بالإضافة إلى نصف حبة من lysanxia 10 والتي تساعد في تهدئة الأعصاب وبسط العضلات، وتعالج القلق والتوتر، ولا يؤدي العلاج النفسي إلى العقم؛ لأنه لا يؤثر في هرمونات التبويض، ولكن لا يستحب تناوله أثناء الحمل أو أثناء التخطيط للحمل، ولذلك يجب تناول وسيلة كما قلنا لمنع الحمل سواء حبوب أو عازل طبي لمنع الحمل في هذه الفترة.

ونوبات الفزع تحدث بسبب اضطراب مستوى هرمون السعادة في المخ (هرمون سيروتونين)، والأدوية النفسية تعمل على ضبط مستوى ذلك الهرمون وبالتالي تعالج القلق والنوبات الفزع، ولا تؤدي تلك النوبات إلى أمراض أخرى مثل الضغط والسكر وغيرها، وللعلم فإن السمنة وزيادة الوزن هي التي تؤدي إلى تلك الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى التسبب في اضطراب الدورة الشهرية وتأخر الحمل.

والتنشيط إذا لزم الأمر قد يمتد إلى 6 شهور وليس إلى شهر واحد، ولذلك لا خوف مما حدث من تناول تلك حبوب التنشيط، والمهم العمل كما ذكرنا على إنقاص الوزن حال زيادته؛ لأن إنقاص الوزن يمثل مفتاح حل لجميع مشاكل تأخر الحمل.

وتناول الأدوية النفسية بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي مع الاستشاري مهم جدا لمعرفة طبيعة المرض، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوكي الذي يساعد في الشفاء تماما، ولن تعود بأمر الله النوبات بعد التوقف عن العلاج، وعليك الهدوء والسكينة والتزام الصلوات في وقتها، وقراءة ورد يومي من القرآن، وعليك التزام الدعاء والأذكار لتغذية الروح كما نغذي الجسد.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك ما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات