السؤال
السلام عليكم .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية والعافية.
مشكلتي تتلخص في التالي:
-الشعور بالضيق والقلق أحيانا لسبب، وأحيانا بدون سبب، يرافق ذلك إعياء شديد بالجسم، وصداع بين الوقت والآخر.
- عدم القدرة على النوم الصحي، فيكون النوم مضطربا جدا بسبب الأحلام الكثيرة، بعضها مزعج وبعضها غير مزعج، إلا أنها في الأخير تمنعني من النوم، وهذا يزيد من تعبي وعدم قدرتي على التحمل والقيام بالأعمال.
خلال هذه الحالة لا أقدر على الدوام، وأصلي في البيت من 2 يوم إلى 4 أيام، ثم أبدأ بالحسن تدريجيا.
-التفكير شديد في أشياء كثيرة، وكثيرا ما أفكر في بعض الإخفاقات التي حصلت لي أو المشاكل السابقة، مع أني في حالاتي العادية لا ألتفت لها ولا تسبب لي أي تأثير.
أفقد الشهية، لكني لا أفقد الطعم وأتناول قليلا من الأكل مثل اللبن،
أحس بصداع وأحيانا ضيق في الصدر وكتمة شديدة، وعدم رغبة بالكلام، ويتكرر الأمر كل شهر مرة، وأحيانا مرتين، فهل هناك علاج يمكن تناوله؟ وما نصيحتكم؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنك تعاني من أعراض تعتبر مزيجا من القلق والاكتئاب، ولكن لم تذكر منذ متى بدأت هذه الأعراض؟ وهل تعاني من أي مشاكل أو أحداث في حياتك؟ لأنك ذكرت (أحيانا) أن الضيقة والقلق تأتي بسبب، وأحيانا تأتي بغير سبب، فإذا كانت هناك مشاكل معينة في حياتك قد تكون هي سبب لهذه الأعراض المختلطة - من قلق وتوتر واكتئاب – فيجب احتوائها وإزالتها أخي الكريم.
على أي حال: هناك علاج، والعلاج إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا، أو الاثنين معا، والآن الأدوية الفعالة في مثل هذه الأعراض هي الأعراض التي تنتمي إلى فصيلة الـ (SSRIS)، ولحسن الحظ أنها تعمل في الاكتئاب وفي القلق معا، أفضل هذه الأدوية لمثل حالتك هو دواء الـ (زولفت) أو ما يعرف علميا (سيرترالين)، وجرعته خمسين مليجراما، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (خمسون مليجراما) واستمر عليها.
تحتاج لفترة لا تقل عن ستة أسابيع حتى تبدأ معظم هذه الأعراض في الزوال إن لم يكن كلها، وحتى بعد أن تتحسن وتزول هذه الأعراض وترجع إلى حالتك الطبيعية فيجب عليك أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن تخفيضه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماما، وإذا استطعت – أخي الكريم – أن تتواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية فهذا يكون أفضل، إذ العلاج النفسي مع العلاج الدوائي يأتي بنتائج أفضل، ويمنع حدوث أو ظهور الأعراض مرة أخرى بعد توقف العلاج.
وفقك الله وسدد خطاك.