خائفة وقلقة مما اقترفته في الماضي، ماذا أفعل؟

0 114

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على شباب قبل خمس سنوات، وكان بيننا اتصال في الماسنجر بالفيديو، وأخاف أن أحدا احتفظ بصورتي، على الرغم من انتهاء علاقتي بهم منذ خمس سنوات، ولا أدري ما أصابني في هذين اليومين من خوف من انتشار صورتي، رغم أنه لم يهددني بها أحد، ولكن خوف أصابني من انتشارها، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الحلوين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فقبل كل شيء أود أن أنبهك إلى ضرورة التوبة النصوح من هذا العمل؛ لأن مجرد الترك لا يعني التوبة، وإنما التوبة النصوح التي أمر الله تعالى بها لها شروط، وهي: الإقلاع عن فعل الذنب، وهذا إن شاء الله قد تحقق فيك، والثاني الندم على ما فعلت، والثالث العزم الأكيد على ألا تعودي له مرة أخرى.

التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن تاب تاب الله عليه، وقد تقلب سيئاته حسنات، وهذا فضل من الله سبحانه.

احذري أن تتحدثي مع أحد عما حصل منك مهما كنت تثقين به لأنه يخشى أن يخرج الخبر ويصل إلى زوجك وقد تحدث مشكلة كبيرة بينك وبينه.

اقتربي من زوجك أكثر وتوددي إليه وقومي بخدمته خير قيام واحذري من أن تغضبيه وأحسني من استقباله وتوديعه حين يخرج لعمله وتفنني في طهي طعامه وتجهيز ملابسه وكوني دائما في نفسك بأبهى حلة وهيئي له أجواء الراحة التامة.

اعتني ببيتك واجعليه روضة يأوي إليها زوجك وإذا دخله لا يريد أن يخرج منه.

أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة وخاصة الثلث الأخير من الليل وإذا صحوت من النوم ليلا وما بين الأذان والإقامة، ويوم الأربعاء ما بين الظهر والعصر، وحين نزول المطر، ويوم الجمعة ما بين العصر والمغرب، وسلي الله تعالى وأنت موقنة بالإجابة أن يستر عليك ولا يفضحك.

وثقي صلتك بالله سبحانه واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من العمل الصالح فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة التي ليس فيها مكدرات بإذن الله تعالى يقول المولى جل في علاه: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

الأصل نسيان ذلك الماضي، فلا داع للقلق من انتشار أي مقطع؛ لأنه لو كان عند أولئك الشاب نية لفعلوا من قديم، أو لهددوك من أجل أن تبقين معهم، وطالما لم يحصل من ذلك شيء فلا داع للتفكير والقلق.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

الشيطان له مداخل كثيرة منها التخويف والتحزين، وقد يكون له دور في إصابتك بهذا الخوف والهلع، يقول تعالى: (إنما النجوىٰ من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ۚ وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

احذري من الاستخدامات السيئة للإنترنت أو الرد على الرسائل أو الاتصالات التي لا تعرفين أصحابها واحذري من تسرب رقمك وقومي بحذف حسابك في الماسنجر وبريدك الإلكتروني.

صاحبي الخيرات من النساء، وابتعدي عن السيئات؛ فالصاحب ساحب، والقرين له بصماته على الإنسان، ففي الحديث: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة) ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق، وأن يستر علينا وعليك في الدنيا والأخرى.

مواد ذات صلة

الاستشارات