أعاني من اضطرابات في الوعي، فما تشخيص حالتي؟

0 98

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من اضطرابات في الوعي، فهل السبب نفسي أم لا؟ وماذا علي أن أفعل؟

حتى أنني لا أستجيب للمؤثرات الخارجية، وهذا يسبب لي كثيرا من المشاكل في حياتي، حتى أنني لا أعرف أن أذاكر، وعندي انفصال عن الواقع وكأنني في حلم لا أعرف ما السبب؟ وقد أخذت أدوية نفسية، لكنها لم تفدني شيئا.

أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اضطراب الوعي الذي تتحدث عنه ليس اضطراب الإدراك في حد ذاته، ولكن أعتقد أنك تقصد أنك تحس أنك غير مرتبط بالواقع، وتحس بتغيرات فكرية وإحساسية وإدراكية دون أن تعرف مصدرها أو تحددها، وهذا يسمى بـ (اضطراب الأنية) أو (الاغتراب عن الذات)، وهو يحدث لصغار السن في بعض الأحيان، خاصة إذا كان هناك إجهاد نفسي أو جسدي، كما أنه يرتبط كثيرا بالقلق النفسي.

وفي مثل سنك - أيها الفاضل الكريم - لا أرى أن العلاج الدوائي هو الأفضل، الأفضل هو أن تمارس الرياضة بكثافة، وأن تنام نوما ليليا مبكرا، وأن تمارس تمارين استرخائية، وأن تنظم وقتك بصورة جيدة، وأن تحاول دائما أن تذاكر في الصباح الباكر؛ لأن فترة الصباح الباكر هي فترة يقظة الدماغ، وتكون إدراكات الإنسان عالية جدا؛ لأن الموصلات العصبية الإيجابية - مثل هرمون الإكستكسن - تفرز في تلك الفترة، ولا شك أن البكور فيه بركة عظيمة، وبورك لهذه الأمة في بكورها، ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها).

إذا الإنتاجية والنشاط والقوة والفهم والاستيعاب والتحصيل والتميز -وغير ذلك من الأمور الطيبة- أفضل وقت لها هو في البكور والصباح الباكر، خاصة إذا نام الإنسان مبكرا ولم يتناول العشاء متأخرا، وقام لصلاة الفجر وحرص على أن يكون في الصف الأول.

فاتبع هذا الإرشاد، وأريدك أيضا أن تهتم بغذائك، ولا مانع أن تجري بعض الفحوصات الطبية الروتينية، وذلك للتأكد من سلامتك الجسدية.

لا شك أن تلاوة القرآن بتجويد وتدبر وتؤدة تجعل الإنسان يكون أفضل من ناحية التركيز والارتباط بالواقع، فلا تنسى نفسك من هذا النصيب العظيم، {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات