أكره إسراف أهلي في الأعراس والزيارات الطويلة في البيوت، فماذا أفعل؟

0 118

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 22 سنة، أكره عائلتي بشدة بسبب تفكيرهم الدنيء، وعقلهم الفاشل، فأنا أريد الزواج، وأبي يريد أن يقيم حفلة الزواج في قاعة كبيرة ويجلب المغنيات والموسيقى والإسراف المادي مراعاة للناس، وأنا أرفض كل ذلك، فلا أريد التفاهات، إنما يكفيني عقد القران ودفع المهر وينتهي الأمر.

أيضا أكره العيش في البيت، لأنه أصبح كالسوبرماركت مكانا يجتمع فيه كل أفراد الأسرة باستمرار، وتطول فيه الزيارات والاجتماعات، ولا يوجد فيه فكر سديد ولا راحة، وأصبح بيتا يبعث على التشاؤم والإزعاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أخي الحبيب : لقد ساءنا كثيرا الحديث عن أهلك بهذه الصورة السلبية، مع أننا نتفق معك في أمر مما ذكرت، لكن ليس هذا الأسلوب الأمثل عن الأهل، خاصة وظاهر حديثك أنك ملتزم وتحب ألا تعصي الله بجلب المغنيات والرقص، كما أنك لا تحب التبذير في النفقة أو العرس، وهذا مما يمدح لشاب في مثلك، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يزيدك هدى وصلاحا.

أخي الفاضل: هناك مشكلتان في حديثك: الأولى خاصة بأهلك، والثانية خاصة بك.

أولا : المشكلة الخاصة بالأهل: هي ابتعادهم في الأفراح أو المناسبات عن منهج الإسلام، بل ووقوعهم في المنكرات الظاهر حرمتها، وهذا يقودنا إلى سؤال: هل يغلب على أهلك التدين أم هم بعيدون عنه؟

فإن كانوا على شيء من التدين، لكن هذا كما ذكرت أعراف يراعونها، فالواجب عليك بالتي هي أحسن تغيير تلك الصفة، ولا يكون ذلك وأنت بعيد عنهم نفسيا أو عاطفيا، بل يجب الاقتراب منهم أكثر من ذلك، وتقديرهم ومحبتهم عليك أمر واجب.

واعلم بارك الله فيك أن الأهل ما أقدموا على ذلك إلا لمحبتهم لك، وظنهم أن هذا هو الأسلوب الأمثل في الفرح والسعادة، وهذا يقتضى منك الصبر عليهم مع الإحسان في المعاملة، والتغيير ولو على الزمن الطويل، المهم أن يكون لك هدف تسعى له، ولا بأس من الاستعانة بأهل الدين والصلاح ممن يعرفهم الأهل ويجلونهم.

هذا هو الطريق الأمثل في التعامل معهم، بل هذا هو الواجب عليك، وتذكر أنهم لو كانوا كفرة لا يؤمنون بإله ولا يعرفون دينا، فإن الواجب عليك برهم والإحسان إليهم، قال الله: (وإن جاهداك علىٰ أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ۖ وصاحبهما في الدنيا معروفا)

ثانيا: تحدثت عن زيارات متعددة للأهل في البيت وشبهت هذا بالسوبر ماركت: وهذا يعني لنا أن الأهل من النوع الاجتماعي المحبوب للناس، وأنهم من أصل كريم، وهذا مما يمدح في الناس، لكن لا ندري هل أصل الاجتماع هو الذي ضايقك أم أنك تتحمل تلك النفقات مما أرهقك ماديا؟ أم أن مخالفات شرعية تتم في الاجتماعات؟

- إن كانت الأولى: فالمشكلة عندك أنت، فالناس بالفطرة مدنيون، ولا بد من مراجعة دقيقة لهذا الأمر عندك.
- وإن كانت الثانية: فلك الحق في ذلك، فمع أن الأصل أنك ومالك لأبيك ألا أنه لا يعقل أن يصرف مالك على بعض الكماليات، وأنت تحتاج إليه، وعليك ساعتها أن تتخذ الأسلوب الأمثل في الحديث مع الوالدين لوقف هذا السلوك أو التقليل منه.
- وإن كانت الثالثة: فلك الحق في التعليق على المخالفات الشرعية، لا على أصل اجتماعهم، ويمكنك فعل ذلك بالتدرج السابق.

وفي الختام: لن تجد في الكون أحدا يحبك كأهلك، فلا تتعامل معهم بمثل هذه النفسية، حتى لا تندم بعد ذلك يوم لا ينفع الندم.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات