أعمل في إدارة حكومية مع زميلة وأساءت إلي بدون سبب

0 108

السؤال

السلام عليكم

آسفة على الإزعاج، ولكني مهمومة جدا هذه الأيام، أنا فتاة بعمر 32 سنة، تم تعييني في وحدة حكومية أنا وزميلة أخرى معي، هي شخصيتها منعزلة، حاولت مصادقتها ولكنها كانت تصدني، وأرجعت هذا لشخصيتها، رغم أني لاحظت أنها تصادق وتصاحب فتيات من أقسام أخرى.

لم أكترث لهذا وأصبحت أتعامل معها كزميلة، وفي يوم حدثت مشادات كلامية بينها وبين زميلة أخرى، حاولت التدخل بينهم ولكنها صرخت بوجهي بأن لا أتدخل نهائيا!

غضبت منها في البداية، ولكن بعد يومين رجعت أتعامل معها طبيعيا، ولكن أصبحت تتعامل معي بعدائية وتدعو علي وتشتمني، ولم أكترث لها.

في يوم ما سألتها عن ماذا فعلت لها وشتمتني مرة أخرى، وأصبحت تدعو علي و(تتحسبن)، وتقول: لن تسامحني إلا إذا اعترفت بما فعلته! علما أني لا أعرف ماذا فعلت؟ واتهمتني في أخلاقي، وأصبحت تدعو وتشتم على طول عندما نكون بمفردنا فقط، حتى لا يثبت عليها شيء.

تأثرت جدا عندما علمت أن الله لا يغفر لمشاحن أو ظالم، وأصبحت أشعر أني أكرهها وأدعو عليها، وأحيانا أدعو لنفسي بالمغفرة ولها، ولكن الأغلب أني أشعر بالزهق والتوتر من رؤيتها.

أريد معرفة رأيكم الديني والنفسي، وهل أذهب وأتصالح معها مرة أخيرة؟ وكيف الطريقة حتى يرتاح ضميري؟ أو أتركها؟ رغم أنها تتعرض لي عندما أتركها.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الكريمة وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي رغبتك في قطع الخصام، ونبشرك بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، ونسأل الله أن يوفقك للخير على الدوام.

ننصحك بالصبر على الأخت المذكورة، والاجتهاد في فهم سبب غضبها منك، فإن معرفة السبب تساعدك وتعيننا بعد توفيق الله على إصلاح الخلل والعطب.

اعلمي أن الشيطان يئس أن يعبده المصلون، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولكن عدونا رضي بالتحريش بين الناس، ليشعل نيران العداوة والبغضاء، وينشر الخصام والكراهية، وصولا لفساد ذات البين التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم، هي الحالقة، ثم قال: لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.

لا يخفى على أمثالك أن الأخوة هي الأرضية التي يقوم عليها الدين، ففي ظلالها يحصل الحب والتناصح، وبها يكون التعاون على البر والتقوى، وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه.

مما يعينك على الدخول إلى قلبها الصبر على أذاها، بل ومقابلة إساءتها بالإحسان، كما هو التوجيه القرآني، (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

قد ظهر لنا من خلال الاستشارة أن عداوتها زادت بعد محاولتك للتدخل والإصلاح، وعليه فمن المهم أن تعرفي أولا أسباب انعزالها وانكماشها، وهل ذلك السلوك أو التصرف معك فقط أم مع جميع الأخوات؟ ثم حاولي معرفة التصرفات، والمواقف التي كانت تتضايق منها، ثم ما هي أسباب غضبها من تدخلك؟ وهل نستطيع أن نقول إنها شعرت أنك في صف من خصمتها؟

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونؤكد لك أن الخصام والملاحاة سبب لرفع البركة، وأن الهجران سبب لعدم رفع الأعمال.

لذلك نتمنى أن تكرري المحاولات، وتختاري المداخل الجيدة إلى نفسها، واحرصي على علاج ما بينكن بعيدا عن الأخريات، لأن التدخلات تزيد الأمر تعقيدا، وأنت مأجورة على محاولاتك، ويرتفع عنك الحرج بصدق الرغبة في الإصلاح وبالاستمرار في المحاولات.

نحن نتشرف بمتابعة مساعي الإصلاح، وساعدينا بتوضيح الأسباب حتى نتعاون في رسم خطة لإصلاح ذات البين.

نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يسل ما في القلوب من السخيمة والعداوة، وأن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب، وأن يحقق في طاعته كل المقصود والمطلوب.

مواد ذات صلة

الاستشارات