أشكو من تنمر الأقربين وسخريتهم من شكلي، فماذا أفعل؟

0 41

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الثانوية، ملتزم وأصلي وصلتي بربي قوية والحمد لله، أهلي يعاملونني بقسوة لأني قبيح الوجه والشكل، وطولي فارع، وأذناي طويلتان، ويلمزني أهلي وأهل القرية وأصدقائي، ويتهامسون علي! أشعر بالتعاسة والحزن وأبكي أحيانا من ذلك، وأقول كلاما يجب أن لا أقوله أحيانا، وهو يعتبر من سوء الظن بالله.

أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وهنيئا لك بالطاعات والالتزام، ونسأل الله أن يوفقك ويرفع لك المقام، وأن يحشرنا جميعا في صحبة رسولنا وصحبه الكرام.

ربنا الكريم لا ينظر إلى صورنا، ولا إلى أجسادنا، ولا إلى أموالنا، ولكنه سبحانه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، وقد أحسن وصدق من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس .. كقنديل على قبر المجوس.

هل يستفيد عابد النيران من الأكاليل والزهور الموجودة على قبره؟

أرجو أن تعلم أن نعم الله مقسمة، وأن أكبر النعم وأعظمها هي التوفيق للطاعات، قال تعالى لنبيه: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه)، ثم قال سبحانه: (ورزق ربك خير وأبقى)، رزق ربك من الصلاة والصلاح والطاعات خير وأبقى.

لا يخفى على أمثالك أن الإنسان لا يرتفع عند الله بشكله ولا بماله، ولكن (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقد كان النبي في أصحابه، فمر بهم رجل في هيئة حسنة، وفي شارة حسنة، فقال لأصحابه يختبرهم ما تقولون في هذا؟ فقالوا هذا حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن تكلم أن يسمع، فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم مر بهم رجل في هيئة رثة، فقال لأصحابه، وما تقولون في هذا؟ فقالوا: هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله! فقال: النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمهم ويعلمنا: (هذا -يعني الضعيف صاحب البساطة- خير من ملء الأرض من أمثال الأول الذي أعجبوا بهيئته وشارته الحسنة).

نحن ننصحك بعدم الالتفات إلى سخرية الساخرين، وبالتغافل عن لمز اللامزين، وأشغل نفسك بالطاعة لرب العالمين، ونبشرك بأنهم يقدمون لك حسنات تعبوا في تحصيلها، ونؤكد لك أنه لن تنقضي أيام الدنيا قبل أن يبتلوا بما عابوه فيك، فهم بما يحصل منهم يعرضون أنفسهم للمخاطر، فلا تحزن ولا تهتم، وتذكر توفيق الله لك، وأظهر رضاك على ما أولاك وأعطاك، وتذكر أنه سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، لكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه.

نسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن يفوزون بحبه سبحانه، فليس الشأن أن تحب، ولكن الشأن والفلاح أن يحبك الخالق سبحانه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولانا وإياك.

مواد ذات صلة

الاستشارات