السؤال
السلام عليكم.
أشتكي من العديد من الآلام والتي سأسردها؛ لأنني أشعر أن من الممكن أن يكون بعضها له علاقة بالآخر.
أشعر بألم كبير في الظهر من أسفله حتى الرقبة، مع أقل مجهود، كالصلاة أو المشي فترة قصيرة، ويصدر عنه صوت فرقعة أحيانا عند عمل حركات معينة كي أستريح، أو عندما أمدد ظهري الألم يصاحبه ضيق في التنفس، كأن العمود الفقري يضغط على الرئة.
توجهت إلى الطبيب، وقال لي: أن ذلك بسبب عدم ممارسة الرياضة، وزيادة وزني، فعضلات ظهري ضعيفة، ونصحني بعمل تمرينات للظهر، ولكني أريد أن أتأكد هل تشخيصه صحيح أم علي التوجه إلى طبيب آخر؟ علما بأن هذا الألم يصاحبه ألم في أسناني، وأظافري، والكعب أيضا؛ لأنني أعاني من النقرس، ويحدث لي بشكل متكرر أن يلين جلد قدمي عند المشي لدرجة أن يتفتت وأنزف أحيانا منها.
أعاني أيضا من اضطراب في التنفس عند المشي، بمعنى أن يكون نفسي قصير ولا أحصل على القدر الكافي من الأكسچين في كل نفس، فهل ذلك له علاقة؟
هناك شيء آخر يزعجني، وهو وجع شديد في أذني اليمنى، وجانب رأسي الأيمن بداية من حاجبي وخدي، حتى وراء الأذن، علما أنني أصبت بالغدة النكافية منذ أكثر من 5 سنوات، وأعاني من وجود فطريات في أذني اليمنى.
آسف على الإطالة، ولكن هذه الأشياء تجعل حياتي صعبة، وأردت أن أسردها جملة واحدة، وجزاكم الله خيرا مقدما إخواني الكرام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
واضح أن هناك وزنا زائدا عندك بالنسبة لطولك، ويمكن أن تكون قلة الحركة أن تسبب ضعفا في عضلات الظهر، ولذا يتم اللجوء إلى تقوية عضلات الظهر، وهي المدرسة الحديثة في معالجة آلام الظهر المزمنة، والتي ترافق معها عادة ضعف عضلات الظهر والسمنة أيضا عامل إضافي لآلام الظهر؛ لأن هذا الوزن زائدا، وخاصة إن كان هناك كرشا، فإن كل هذا يضع عبئا على عضلات الظهر، ومن ناحية أخرى، فإن عضلات الظهر قد تترهل مع السمنة، وعضلات البطن مهمة جدا لتوازن القوى مع عضلات الظهر، والسمنة من أحد أسباب ضيق النفس؛ لأن الدهون التي داخل البطن تعيق التهوية في الرئتين، فتقلل المساحة المتوفرة للرئتين لكي تتوسعان أثناء أخذ التنفس في الشهيق، وبالتالي يمكن أن يحصل ضيق في النفس مع الاستلقاء، ويبذل الجسم جهدا أكبر لتحريك كتلة أكبر أثناء الحركة، وبالتالي يحتاج لأكسجين أكثر، ولذا يشعر بضيق في النفس أثناء الحركة.
لذا يجب التركيز على تنزيل الوزن ليصل إلى أقل من 90 كيلو، وإجرء تمارين تقوية لعضلات الظهر لزيادة مرونة العضلات، وعليك القيام بالتمارين التي ينصحونك بها أخصائي العلاج الطبيعي، أن تجريها بنفسك ويوميا ثلاث مرات وباستمرار، وهذا -بإذن الله- سيساعدك كثيرا.
كما أنه يجب أن تتناول الفيتامين د 50000 IU حبة مرتين في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر، ثم تأخذ واحدة كل أسبوع باستمرار.
أنا أشك أن يكون عندك نقرس؛ لأنه نادرا ما يحصل في مثل سنك، إلا إذا كان هناك نقص في أحد الأنزيمات، وكثيرا ما يتم تشخيص النقرس فقط لأن المريض عنده زيادة في نسبة حمض البول، وآلام في القدم، وحمض البول يمكن أن يزداد مع السمنة، ويخف مع تنزيل الوزن.
فكما ترى فإن تنقيص الوزن -بإذن الله- له فوائد كثيرة بالنسبة لك، وأنت ما زلت في سن الشباب، وبالتالي فرصتك كبيرة لتنقيص الوزن، وتجنب الأمور التي يمكن أن تحصل بعد ذلك من بقاء الوزن هذا، من سكري، وارتفاع الضغط، وارتفاع الكوليستيرول، وآلام المفاصل، وأمراض كثيرة يمكن أن تنجم عن السمنة.
أما بالنسبة للأذن فيجب مراجعة طبيب أذن، خاصة أن هناك فطور كما ذكرت في الأذن.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة (استشاري أول - باطنية وروماتيزم)، وتليه إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان (استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة).
++++++++++++++++++++++++++++++
بالنسبة للألم في الأذن اليمنى وما يجاورها من الخد والحاجب، فالأغلب أن سببه الالتهاب الفطري، هذا الالتهاب علاجه بسيط وسهل، ولكن لا بد بداية من تنظيف الأذن من الفطر في عيادة اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، بسحب هذا الفطر بجهاز سحب المفرزات، هذه العملية نضطر على الأغلب لتكرارها كل عدة أيام حتى الشفاء، بالتزامن مع العلاج بالقطرات المضادة الفطرية (كلوتريمازول)، وتهوية الأذن جيدا، وتجفيفها بمجفف الشعر (حيث أن الفطر بحاجة للرطوبة للحياة، ومجرد التجفيف يقتل هذه الفطور)، كما يجب حماية الأذن من دخول الماء إليها أثناء الحمام باستخدام سدادات الأذن أو قطنة مبللة بالفازالين، بحيث نسد مجرى السمع تماما ونمنع دخول الماء، وبعد الحمام نزيل السدادة ونمسح الفازالين بمنديل على الأصبع، ثم نجفف الأذن بمجفف الشعر، ونضع القطرة المذكورة.
يجب الاستمرار على العلاج لفترة لا تقل عن أسبوع وحتى الشهر.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.