السؤال
السلام عليكم
أنا دائما يخطر ببالي أفكار عن الذات، وأفكر بهذا الموضوع كثيرا، مثلا أفكر، أنا من أكون؟ لماذا أنا إنسانة؟ ولماذا أفكر؟ ولماذا أنا فقط التي تشعر وباقي البشر لا يشعرون؟ لماذا أنا فقط أحس وأشعر؟ وهل فعلا جميع البشر مثلي يشعرون؟
لا أستطيع تخيل ذلك، وأشعر أني وحيدة في هذا العالم، لا أحد غيري فيه، وجميعهم يكذبون علي، هم ليسوا حقيقيين، حتى إني أشك بجميع الناس مهما أبدوا لي من التعاطف، أشعر أنهم كاذبون ومزيفون، حتى إني أشعر بأن أهلي نفس الشيء، وحياتي أصلا ليست حقيقية.
أنا أعيش في عالم خيالي وليس حقيقي، وهذا يشعرني بالرعب والخوف والضيق كثيرا.
أرجوكم أرشدوني، ما هذه الحالة؟ وهل أنتم حقا هكذا لستم حقيقيين؟ ولماذا أشعر بذلك؟ وهل جميع البشر يحسون بهذا الشيء أو أنا فقط؟
أنا دائما تراودني هذه المشاعر، ولا يمكنني السيطرة عليها، وكل يومي أبكي، وأشعر بأني سأموت بسبب هذه الأفكار.
علما أني أدعو الله كثيرا أن يزيح عني هذه الحالة، ومهما دعوت أشعر أن هذا خيال.
أرجوكم أجيبوني، فلقد تعبت كثيرا، وحالتي تزداد سوءا، وحتى إن عقلي أشعر بأنه سينفجر من شدة البكاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثير من الناس يمرون في مثل المرحلة التي تمرين فيها بطرح أسئلة كثيرة، وصراعات نفسية وتفكير كثير، ولكن معظم الناس يجتازون هذه المرحلة بسلام، ولكن استمرارها، وحدة الأسئلة وكثرتها قد يؤثر على بعض الناس.
في حالتك تبدو كأنها نوع من الوسواس والقلق، التفكير المستمر عن النفس، وطرح الأسئلة المختلفة، وعدم الثقة في الآخرين كل هذه أشياء كما ذكرت قد تكون في صراع فترة المراهقة، وتأخذ منحى وسواسيا.
هذا ليس الوسواس القهري المعروف؛ لأن الوسواس القهري دائما يتمحور في فكرة معينة، أو إحساس معين، يتكرر هذا باستمرار، ولا يكون هناك تنوع في الأسئلة والتفكير، بل فكرة معينة تتكرر، فهذا نوع من الصراع النفسي، وهذا نوع من القلق والتوتر وهو يستمر، ولذلك يؤثر عليك كما ذكرت، وتشعرين أن رأسك سوف ينفجر وتبكين.
لا عليك -يا أختي الكريمة- لا تستطيعين السيطرة على التفكير، ولكن يمكنك أن تعملي أشياء تصرفك عن التفكير، أهم هذه الأشياء هي: الرياضة يا أختي الكريمة، الرياضة وبالذات رياضة المشي تؤدي إلى الاسترخاء وتؤدي إلى انشغال الشخص، والهوايات المختلفة أيضا كالهوايات الحركية، وبقدر المستطاع -أختي الكريمة- يجب أن لا تكوني بمفردك بل تكوني مع الناس، أيضا هذا يساعدك في أن لا تنشغلي بالتفكير.
إذا كل هذه الأشياء لم تكن مفيدة فلا بد من زيارة طبيب نفسي؛ لعمل مزيد من التقييم، وقد يساعدك بعلاج نفسي في المقام الأول، أو بعض الأدوية إذا شعر أن هناك حاجة لذلك.
وفقك الله وسدد خطاك.