الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكار غريبة تراودني وتوهمات بأنني قد متُّ من قبل، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أكلمكم بخصوص أعراض بدأت تظهر عندي منذ قرابة سنة، ويبدو أن الحالة تزداد سوءًا، فمن بين الأعراض أنني لا أشعر بجسمي، وكأنه غير موجود، ولا وزن له، حتى إن بعض الأغراض الشخصية، مثل الجوال والمفاتيح، لا أكاد أشعر بوزنها في يدي، مع أنني لم أكن أشعر بهذه الغرابة من قبل.

بالإضافة إلى ذلك، تراودني فكرة أنني قد متُّ في الماضي، وأنني أعيش في شيء أشبه بالحلم بين الموت والبعث، وتزداد قوة هذه الأفكار، بسبب بعض الأمور التي حدثت في الواقع، من أقوال قالها لي أشخاص أعرفهم، وأشخاص لا أعرفهم، وأحداث وقعت لي.

أود أن أضيف: أنه من المعلوم أننا لا نستطيع رؤية الجن أو الشياطين على هيئتهم الأصلية، غير أنني أشعر أن هذا ما حدث معي؛ إذ رأيت في أحد الأيام كائنًا أسود، لم أرَ مثله من قبل، مما يزيد من قناعتي بفكرة أنني قد متُّ في ذلك اليوم.

هل ما أعانيه من هذه الأعراض والأفكار له تفسير طبي أو شرعي؟ وما هو العلاج أو النصيحة التي تنصحونني بها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: ما تمر به من أعراض نفسية يُعرف بـ (اضطراب الأنّية)، أو (اضطراب تبدد أو تغرّب الذات)، وهو نوع من أنواع القلق النفسي ذو الطابع الوسواسي، هذه الحالات تُعالج -إن شاء الله- من خلال التجاهل التام لهذه الأعراض، مع تناول بعض الأدوية النفسية البسيطة، وهي الأدوية المضافة لعلاج الوساوس، والمضادة للتوترات والقلق، ولها فائدة كبيرة جدًّا.

فإذا كان بالإمكان أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًّا، فهذا سيكون الأفضل بالنسبة لك، وإن شاء الله تعالى الطبيب سوف يوجهك للمزيد من النصائح والإرشادات، ويصف لك الدواء المناسب، أمَّا إذا لم تستطع الذهاب إلى الطبيب، فأوصيك بما يلي:

• مارس الرياضة بانتظام، ففيها فائدة عظيمة.
• مارس تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس المتدرج، وهي مهمة جدًّا، وهناك برامج كثيرة على اليوتيوب توضّح كيفية ممارستها.
• ومن المهم أيضًا أن تتجنب السهر، وأن تحرص على النوم الليلي المبكر المنتظم.
• كما يجب أن تُحسن إدارة وقتك، بمعنى ألا تترك مجالًا للفراغ.

هذه هي النصائح الضرورية، أمَّا الأدوية، فهناك عقار يُعرف تجاريًّا باسم (Cipralex، سبراليكس)، واسمه العلمي (Escitalopram، اسيتالوبرام)، يُضاف إليه جرعة صغيرة من دواء يُعرف باسم (Risperidone، ريسبيريدون)، ودواء آخر يُسمى (Alprazolam، ألبرازولام) هذا الدواء يتم تناوله لفترة قصيرة، ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط؛ لأنه قد يؤدي إلى التعوّد، إذا استُعمل لفترة طويلة، لكنه ضروري جدًّا في بداية العلاج، وبجرعة صغيرة ولفترة قصيرة، لن يحدث أي تعوُّد إن شاء الله، وطبعًا هذا الدواء لا يمكن الحصول عليه إلَّا من خلال مقابلة الطبيب.

هذا ما أنصحك به من الناحية الطبية، أمَّا بالنسبة للموضوع المتعلق برؤية الجن والشياطين وما إلى ذلك، فنحن نؤمن إيمانًا تامًّا بهذه الغيبيات، كما ورد في القرآن والسنة المطهرة، ولا شك في ذلك، لكن يجب ألَّا نُوهِم أنفسنا أو نفسّر الأمور تفسيرًا غير صحيح، أو نعتمد على تأويلات قد تزيد من خوفنا وقلقنا.

على المسلم دائمًا أن يحرص على تحصين نفسه، من خلال الالتزام بالعبادات والأذكار، وهذه كافية تمامًا -بإذن الله- وطبعًا مجالسة العلماء والمشايخ الثقات، للاستفسار حول هذه الأمور فيه خير كثير -إن شاء الله تعالى- للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً