السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة ولي 2 أطفال، وزوجي لا يكلمني منذ أن رفضت دفع معاليم في البيت، علما أني من تكفل ببناء البيت وشراء السيارة ولباس ومصاريف مدرسة الأطفال، لأن راتبي أكثر منه.
منذ أسبوعين طلب مني أن أدفع مصاريف فاتورة موسمية ورفضت، وقلت له: هذا من واجبك، خاصة أنه المسؤول عن مصروف البيت، فقال لي: لن أدفع وستبقين بدون ماء، لأنه ليس لديه مال ليسدد الفاتورة، فقلت له هذه ليست مشكلتي، وأنا لا أستطيع العيش بمنزل دون ماء، وإن فعلتها لن أبقى بالمنزل، فأجابني "ريح السد" أي ذهاب بدون عودة.
غضبت ولم أكلمه ذلك اليوم، وفوجئت أنه لم يطلب السماح، ومنذ ذلك اليوم ونحن لا نتكلم فقررت أن لن أنفق أي مبلغ مجددا، وعليه أن يتكفل بكل شيء، ولكني أقوم بواجباتي بالبيت كالعادة من غسل وطبخ.
أنا الآن حامل ولم أعلمه بالأمر، فهو لا يكلمني ولا يسأل عن حالي، كأني عدوة له، ولم يراعني منذ 8 سنوات وأنا أنفق من أجل منزلنا، فأكثر من نصف راتبي مخصص لسداد ديون القرض، حتى إني أساعد أهلي بالخفاء، ولا يريدني أن أعطيهم من مالي.
لذا قررت بعد هذا الأمر أن لا أعطيه مجددا من مالي، فهل أنا مخطئة في هذا؟ وكيف أتصرف معه وهو لا يكلمني ولا يهتم لأمري؟ خاصة وأنا حامل، وهل أخبره بحملي؟ الرجاء مساعدتي.
والسلام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ djou حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلمي وفقك الله، أن الحياة الزوجية السعيدة، تقوم على التعاون والتغافر والتراحم، والعشرة بالمعروف من الطرفين، وأن أقصر طريق لحل المشكلات الزوجية هو الحوار الهادئ بين الزوجين في الوقت المناسب.
إن على كل من الزوجين مراعاة ظرف الآخر، والتعامل معه بمرونة وتغافر، كما أن معرفة الحقوق والواجبات لكل طرف على الآخر والالتزام بها سبب من أسباب الاستقرار الأسري، وبناء على ذلك فيمكن حل المشكلة بينكما بالخطوات الآتية:
- الشعور بضرورة التكامل بينكما في الحياة، وأن لا سعادة لأحدكما إلا بالآخر، وحل أي خلاف بينكما بالحوار الهادىء بينكما في الوقت المناسب، وعدم ترحيل المشكلات.
- تنفيذ ما يتفق عليه بين الطرفين وعدم التخلف عنه لأي سبب، وإذا كان زوجك محتاجا وفقيرا وعندك مال فاحتسبي الأجر عند الله في النفقة عليه، وتعاملي معه بالعطف والحنان، وإشعاره بالاهتمام والابتعاد عن المن عليه أو التحقير له، حتى لا تحرمي الأجر أو يؤثر ذلك سلبا بعلاقتك معه.
-ننصحك بإخباره أنك حامل، فقد يكون هذا الخبر سارا له، ويؤدي إلى فتح باب التسامح والتواصل معه، وإلغاء القطيعة بينكما، وخيركم الذي يبدأ بالسلام.
-طالما أنك قد أحسنت إليه سابقا بما ذكرت من أمور واعتاد على هذا الإحسان منك، فلا أرى داعيا لقطعه عنه، بسبب سوء تفاهم حادث، بل الاستمرار فيه هو الصواب لاستقرار الأسرة، مع ضرورة تنظيم هذا الإحسان وإظهاره بصورة مناسبة تؤدي إلى حسن العلاقة بالزوج؛ بحيث يشعر أن هذا فضل وإحسان منك وليس واجبا عليك دفعه، ما لم يتم الاتفاق على ذلك من قبل وصار شرطا بينكما للزواج.
- ليكن هم الطرفين إسعاد الآخر واستقرار الأسرة حتى لا يؤثر ذلك على نفسيات الأولاد مستقبلا، فلا ينزل إلى أثر المشكلة عليكما فقط بل راعوا آثاره على أولادكم.
- اعلموا أن استقرار الحياة الزوجية وسعادتها بينكم مرتبط بصلاح دينكم واستقامتكم على أمر الله، فإن البيوت العامرة بالطاعة والاستقامة، تقل فيها المشكلات وتعيش في سعادة، والبيوت العامرة بالمنكرات والمعاصي تكون مأوى للشيطان، وتكثر فيها المشكلات، قال سبحانه: ﴿من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾، [النحل: 97]، وقال سبحانه: ﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى﴾، [طه: 124].
نسأل الله أن يصلح الأحوال ويوفقكم لما يحب ويرضى.