السؤال
السلام عليكم.
تعرضت لمرحلة انتقالية في حياتي، سخطت عليها سخطا شديدا، وكرهت كل من حولي حتى من أحسن إلي، ورفضت بعدها كل شيء حتى المشاعر لم أعد أحب أحدا أبدا حتى نفسي!
كل يوم يمر علي أجلس إما في خوف أو غل شديد جدا، لدرجة أني لا أشعر بالرحمة تخرج من قلبي، بل لدرجة أن الخوف صار بعضه مصطنعا من كثرة تعودي عليه.
حالي جدا سيئة، تصرفاتي غير متوازنة، لم أعد أشعر بشيء، ولا أعرف ماذا أريد من هذه الحياة؟
أتمنى أن أحس بالرحمة تجاه نفسي والغير، رحمة حقيقية وليست كاذبة، وقسوت على نفسي وكرهتها لدرجة كنت أتسبب في جرح وجهي!
حالي هذا له شهور، وأنا غير طبيعية ولا أعرف ماذا أفعل، أحس باليأس، وقرأت كثيرا لكن لا فائدة، فما في أي شيء ممكن يفيد!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اسمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –أختنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يجلب لك السعادة، وأن يبعد عنك كيد الشيطان وشر الأشرار.
كم تمنينا لو أنك ذكرت لنا فكرة عن المرحلة الانتقالية متى كانت؟ وكم كان عمرك، وما هي أسباب ما حصل من تغير وانتقال؟ بالإضافة إلى نبذة عن طفولتك وترتببك بين أفراد أسرتك، والظروف التي مرت بك، بالإضافة إلى نبذة عن الوضع الذي كنت عليه، حتى نتصور ما حصل، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
نحن في مثل هذه الأحوال نسأل إن كان لكره النفس أو الغير أسباب أم لا، فإن كانت هناك أسباب فعلينا أن نزيلها، وبمعرفة السبب يزول العجب، ويسهل علينا -بفضل الله- إصلاح الخلل.
أما إذا كان الرفض أو النفور بدون أسباب ظاهرة فالعلاج يكون بالرقية الشرعية، والإنسان يمكن أن يرقي نفسه أو يقرأ عليه والد أو والدة، لأن دعاء الوالدين أقرب للإجابة.
من المهم المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن، لأن ذلك ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
نحن ننصحك بما يلي:
- كثرة اللجوء إلى الله.
- مطاردة الخواطر السالبة قبل أن تتحول إلى فكرة فهم، فإرادة، فعمل.
- التعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان.
- تجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
- شغل النفس بالمفيد قبل أن يشغلك الشيطان بالشر.
- ممارسة الرحمة بالمسح على رأس اليتيم، أو برحمة الحيوان الأليف البهيم، فإن من يرحم يرحم، ويزداد عنده مخزون الرحمة.
- التخلص من الأفكار السيئة، والابتعاد عن التجارب السالبة.
- تجنب العدوان على النفس، والبعد عن مصدر مثل هذه الممارسات.
- الذهاب لطبيب نفسي.
- الاستمرار في التواصل مع موقعك، وعرض ما وصلت إليه مفصلا، والجميع هناك يشرف بخدمة عملاء الموقع ورواده.
- تجنبي القراءة بدون مرشد، ولا تتفاعلي مع كل ما تقفين عليه، ففي النت الخير والشر، و(لا عاصم من أمر الله إلا من رحم).
- تسلحي بالصبر واعلمي أن العاقبة لأهله.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والعمل بما يرضى ربنا رب العباد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أفادك الدكتور الشيخ أحمد الفرجابي إفادة عظيمة جدا من خلال الاثنتي عشرة نقطة التي سردها لك، اتباعها أراه سيغير نمط حياتك تماما، وهذا طبعا يتطلب شيئا من الوقت، ويتطلب كذلك الصبر، فأرجو الحرص على التطبيقات السلوكية للنقاط التي ذكرها الشيخ الدكتور.
سيكون أيضا من الجيد أن تقابلي طبيبا نفسيا، وأنا من وجهة نظري أنه لديك تراكمات نفسية سلبية أدت إلى هذه المشاعر السلبية، وربما يكون أيضا لديك شيء من اضطراب الشخصية، أن تكرهي نفسك وتصلي لدرجة أن تتسببي في جرح على وجهك، هذا نوع من الاحتجاج النفسي الشديد والتذمر على الذات، وهذا نراه في حالات الاكتاب النفسي وكذلك في حالات بعض الشخصيات التي لديها شيء من الخلل في مكوناتها وأفعالها.
سيكون من الممتاز جدا أن تجعلي دائما التفاؤل وحسن التنوع ديدنك في الحياة، أن تمارسي رياضة، حتى يحصل امتصاص للفكر السلبي، أن تجعلي لحياتك هدفا، حتى وإن كان هذا الهدف صغيرا، والإنسان دائما يبدأ بالأشياء الصغيرة، فيما يتعلق بالأهداف، يجب ألا نقفز لأن القفزات الشديدة قد لا توصل الإنسان إلى مبتغاه، بل قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
كما ذكر لك الشيخ: أغلقي أمامك الخواطر السالبة والمشاعر السالبة والأفعال السالبة، وبهذا الإغلاق لن تتكون الأفكار السالبة، ولن تتأصل، مما يجعل -إن شاء الله تعالى- أفعالك كلها إيجابية.
أنت تحتاجين لأحد محسنات المزاج، وهناك عقار يسمى (فالدوكسان) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (ألجوميتري) يفيد في حالات المشاعر السلبية الناتجة من الاكتئاب، فتواصلي مع الطبيب، وإن شاء الله تعالى تجدين منه كل التقدير والرعاية المطلوبة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.