السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 24عاما، غير متزوجة، أريد منكم نصيحة، فأنا أشعر باكتئاب شديد لا أتحمل الحياة، أشعر أني غبية فاشلة ليس لدي إنجازات، ليس لي أهمية في هذه الحياة!
أشعر بأن الجميع لا يحب الحديث معي، أشعر بحزن لا يوجد أحد يفهمني أو يحبني ويهتم بي! فأهلي أناس طيبون والحمد لله، حياتنا جيدة لكن الكل مشغول بنفسه.
أشعر بوحدة شديدة، أريد أحدا يمدحني يقول لي: كم أنت جميلة، أو إذا فعلت شيئا يثني علي بالكلام لكن لا يوجد.
أجلس في الغرفة وحدي كل يوم، إما على الجوال أو المذاكرة، المشكلة حتى إذا وجدت طلعة لا أحب أن أخرج، لا أحب أن أختلط بالناس، رغم أني اجتماعية، أبدأ في الحديث مع الطرف الآخر لكن عندما أعود للبيت أحس بحزن واكتئاب أكثر.
لست موظفة؛ لأني ما زلت أدرس في الجامعة، لدي صديقات لكن أيضا وجودهن وكلامهن عن أطفالهن وأزواجهن يشعرني بالحزن؛ لأن نقاشاتهن واهتماماتهن مختلفة عني.
انصحوني، كيف أستطيع تغيير شعوري؟ حزني هذا أصبح يؤثر علي كثيرا، أنا فتاة جميلة لكن من شدة كرهي لنفسي أصبحت لا أحب أن أنظر لنفسي أبدا، أريد أن أكون قريبة من الله، وأتغير في ذاتي في إرادتي الضعيفة التي لا أستطيع التحكم بها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكري في استشارتك هل هذا الشعور ملازما لك منذ البلوغ أم أنه أتى حديثا؟ وأعني بالشعور شعور الاكتئاب والإحساس بالدونية، وأنك لست مثل الآخرين وأنك أقل منهم، ولذلك صرت لا تختلطين معهم بل تنعزلين.
إذا كان ذلك منذ البلوغ - أي منذ سن الثامنة عشرة - وباستمرار فهذا يعني أنها سمة من سمات الشخصية، أما إذا حدث في وقت معلوم - مثلا فنقول: قبل شهرين أو ثلاثة أو حتى سنة - فإنه قد يكون عرضا من أعراض اضطراب نفسي، وأكثر الاضطرابات النفسية التي تحدث هذه الأعراض هو الاكتئاب.
العلاج مختلف، فإن كان هو سمة من سمات الشخصية فالعلاج هنا يكون علاجا نفسيا فقط، والعلاج النفسي هو عبارة عن جلسات نفسية، وهناك الآن علاجات نفسية سلوكية تؤدي إلى تقوية الذات، وإعطاء جرعات كثيرة من الثقة، كل هذا يتأتى باكتسابك مهارات معينة في هذا الشأن.
أما إذا كان اكتئابا فعلاجه بمضادات الاكتئاب، وإن كان العلاج السلوكي قد يكون مفيدا، ولكن هنا مضادات الاكتئاب تلعب الدور الرئيسي والمحوري.
عليك أن تقابلي طبيبا نفسيا؛ لأخذ مزيد من التاريخ المرضي، وعمل فحص للحالة العقلية، حتى يصل إلى التشخيص السليم، ومن ثم وضع الخطة المناسبة لحالتك.
وفقك الله وسدد خطاك.